كامل إدريس يوجه نداء عاجلاً
الهدهد نيوز – بورتسودان – 19 أغسطس 2025
وجّه رئيس الوزراء السوداني دكتور كامل إدريس، اليوم الاثنين، نداءً عاجلاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأعضاء مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، طالب فيه بالتحرك الفوري لفك الحصار المفروض على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات للسكان المحاصرين.
وقال إدريس في رسالته الرسمية إن “مدينة الفاشر تواجه كارثة إنسانية حقيقية، حيث يعيش مئات الآلاف من المدنيين تحت حصار خانق، والعائلات تتضور جوعاً، بينما يموت الأطفال يومياً نتيجة حرمان متعمد من الغذاء والدواء”، مشدداً على أن ما يحدث يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام التجويع كسلاح في النزاعات المسلحة.
وأضاف رئيس الوزراء أن ما يجري في الفاشر لا يقتصر على كونه أزمة إنسانية فحسب، بل يشكل اختباراً أخلاقياً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص، قائلاً: “الحق في الحياة، وفي الغذاء، وفي الرعاية الطبية، ليست امتيازات بل حقوق إنسانية أساسية، ومع ذلك يتم انتهاكها في الفاشر مع مرور كل ساعة.”
وطالب إدريس مجلس الأمن والجمعية العامة بالتحرك العاجل دون إبطاء لفتح الممرات الإنسانية وتمكين منظمات الإغاثة من الوصول إلى السكان المحاصرين، مؤكداً أن استمرار الحصار يهدد بفناء مدينة بأكملها، وأن التاريخ سيحكم على الأمم المتحدة بما إذا اختارت الصمت أم التضامن، وما إذا سمحت باستمرار المأساة أم وقفت لحماية الأبرياء.
ويأتي هذا النداء في ظل تقارير ميدانية تؤكد تفاقم الأزمة الإنسانية بمدينة الفاشر، حيث أدى استمرار القتال ومنع دخول الإمدادات الغذائية والدوائية إلى تفشي المجاعة وارتفاع معدلات الوفيات وسط المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن. كما تشير مصادر إنسانية إلى أن مخزون الغذاء في المدينة أوشك على النفاد تماماً، ما يجعل التدخل الدولي أمراً ملحاً لا يحتمل التأجيل.
ويترقب السودانيون والمجتمع الدولي رد فعل الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن على نداء إدريس، في وقت يحمّل فيه مراقبون المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة عن إنقاذ مئات الآلاف من المدنيين الذين يواجهون خطر الموت جوعاً.
