في أول تفويض من نوعه.. مناوي يسلم مفاتيح دارفور إلى تمبور
الهدهد نيوز – دارفور
في خطوة غير معتادة منذ تولّيه منصب حاكم إقليم دارفور، أصدر مني أركو مناوي قرارًا مفاجئًا بتكليف والي ولاية وسط دارفور، مصطفى تمبور، بإدارة شؤون الإقليم بصفة مؤقتة، وذلك تزامنًا مع مغادرته في مهمة رسمية خارج البلاد.
القرار، الذي وُصف بأنه يعكس مرونة في إدارة الملفات الإقليمية في ظل تعقيدات المرحلة، فتح الباب لتساؤلات واسعة حول أبعاد التفويض ودلالاته السياسية في هذا التوقيت الحرج، الذي تشهد فيه دارفور تصاعدًا في الأوضاع الإنسانية والأمنية.
وتُعد هذه الخطوة سابقة إدارية نادرة، حيث جرت العادة أن يحتفظ الحاكم بإدارة الإقليم حتى خلال غيابه المؤقت. لكن يبدو أن مناوي أراد كسر القاعدة، وتثبيت مبدأ التفويض المؤسسي، مما يعكس -وفق بعض المراقبين- نمطًا جديدًا من التفكير السياسي في إدارة الحكم الذاتي داخل الإقليم.
ويحمل مصطفى تمبور، القائد السابق في حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، سجلًا سياسيًا وعسكريًا يجمع بين الميدان والدبلوماسية، وقد تولّى منصب والي وسط دارفور في فبراير الماضي، وسط ترحيب حذر من القوى المحلية.
وفي حين لم تُكشف بعد تفاصيل الزيارة الرسمية التي غادر لأجلها مناوي، رجّحت مصادر مطلعة أن تكون ذات صلة بترتيبات إقليمية أو لقاءات دولية بشأن الوضع في دارفور، خصوصًا في ظل تعقّد المشهد الإنساني وارتفاع وتيرة النزوح والصراع بين المكونات المحلية.
القرار يحمل في طيّاته رسائل رمزية واضحة: الإقليم ليس رهينة الغياب الفردي، والإدارة يمكن أن تستمر بسلاسة متى ما وُجدت الإرادة السياسية… أو كما يقول بعض المحللين: “مناوي يُجرّب نظرية الدولة في دارفور، ولو مؤقتًا”.
