
الوقود يشتعل في العاصمة الخرطوم لن تصدق سعر جالون البنزين
متابعات _ الهدهد نيوز _ شهدت الخرطوم، صباح الأحد، موجة جديدة من ارتفاع أسعار الوقود، مع تطبيق تسعيرة مفاجئة رفعت سعر جالون البنزين إلى 15,500 جنيه سوداني، بزيادة قدرها 1,000 جنيه عن السعر السابق، ما أثار غضبًا واسعًا بين المواطنين وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع المعيشية.
وارتفع سعر لتر البنزين إلى 3,450 جنيهًا مقارنة بـ3,190 في الأيام الماضية، فيما شملت الزيادة أيضًا الجازولين، بحسب ما أكده عاملون في محطات الوقود، الذين عبّروا عن استيائهم من تحميلهم المسؤولية رغم أن التسعيرة تصدر من الجهات الإدارية المختصة.
أزمة مضاعفة بسبب الدولار
يرى خبراء أن السبب الرئيسي وراء هذه القفزة يعود إلى الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار بالسوق الموازي، والذي تجاوز حاجز الـ3,000 جنيه، مؤكدين أن سوق الوقود لم يعد خاضعًا لسياسات الدعم الحكومي بل تحكمه آليات السوق والعرض والطلب.
وقال الخبير الاقتصادي د. موسى حسين لـ”نبض السودان”، إن أسعار الوقود أصبحت تعكس واقع السوق العالمي للنفط وسعر الصرف المحلي، مشيرًا إلى أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى “تسعير تلقائي” لجميع السلع المرتبطة بالنقل والإنتاج.
الجازولين يهدد الإنتاج
وحذر حسين من تداعيات ارتفاع سعر الجازولين، الذي يمثل شريانًا حيويًا لقطاعات الزراعة والصناعة والنقل، مضيفًا أن أي زيادة فيه ستنعكس فورًا على أسعار السلع والخدمات وتعمّق الأزمة المعيشية.
كما دعا الحكومة إلى التدخل العاجل للحد من آثار هذه الزيادات، من خلال برامج دعم موجهة للفئات الأكثر هشاشة، أو عبر تخفيف الرسوم على المشتقات النفطية المستوردة.
خفض جمركي لا يغيّر المعادلة
وكانت هيئة الجمارك قد أعلنت مؤخرًا عن خفض سعر الدولار الجمركي إلى 2,315 جنيهًا، لكن هذه الخطوة لم تُفلح في كبح تراجع الجنيه أو التأثير على أسعار الوقود، حيث بقي سعر الدولار في البنوك عند 2,800 جنيه، وواصل الارتفاع في السوق الموازي، ما زاد من عمق الفجوة.
مخاوف من أزمة وقود قادمة
مراقبون حذروا من أن استمرار ارتفاع الأسعار دون إجراءات موازية، ينذر بأزمة شاملة في قطاع النقل قد تصل إلى حد الشلل، خصوصًا في ظل ضعف الإمدادات وارتفاع تكلفة التشغيل.
في المقابل، أبدى مواطنون تذمرهم من استمرار تحميلهم أعباء السياسات المالية، مطالبين بتوضيح رسمي من وزارة الطاقة حول أسباب الزيادة وتوقيت صدورها، وسط تصاعد الغضب الشعبي في الشارع الخرطومي.