تصريحات جديدة للمصباح أبو زيد طلحة
الخرطوم – الهدهد نيوز
في ظل تصاعد التساؤلات حول مستقبل الكيانات المسلحة غير النظامية بالسودان، خرج قائد قوة “البراء بن مالك”، المصباح طلحة، بتصريحات مثيرة للجدل نفى فيها تبعية تشكيله لأي جهة سياسية أو دينية، مؤكدًا أن الكتيبة تعمل كقوة وطنية مستقلة، هدفها حماية المواطنين دون الانخراط في الصراعات الأيديولوجية.
وفي بيان رسمي، وصف طلحة الكتيبة بأنها “امتداد طبيعي للمقاومة الشعبية” وليست مليشيا، مضيفًا: “نستلهم من شخصية البراء بن مالك قيم الفداء والثبات، دون توظيف ديني أو سياسي”.
البيان جاء ردًا على موجة من المخاوف أثارها مراقبون بشأن احتمال إعادة تموضع عناصر مرتبطة بالتيارات الإسلامية داخل الدولة، خصوصًا بعد إعلان الحكومة إنشاء وحدة شبابية جديدة تتبع لمكتب رئيس الوزراء، يُعتقد أنها ستستوعب عناصر من البراء بن مالك في وظائف مدنية.
وتحدثت مصادر مطلعة في بورتسودان عن محاولات جارية لدمج الكتيبة ضمن مشاريع تنموية وخدمية، وهو ما اعتبره البعض غطاءً ناعمًا لإعادة إدخال المليشيات الإسلامية إلى المشهد، بعد سنوات من الإقصاء السياسي في أعقاب سقوط نظام البشير.
ويرى محللون أن هذه التحركات قد تُعيد إنتاج صراعات ما بعد الثورة، خاصة أن بعض المقاطع المتداولة لأفراد الكتيبة أثارت جدلًا واسعًا، بعد ظهورهم وهم يسخرون من الحراك الشعبي ويشيدون بالأنظمة السابقة.
وتُعد كتيبة البراء بن مالك من أبرز القوى المسلحة التي ظهرت بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث شاركت في معارك حاسمة إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، قبل أن تعلن مؤخرًا عن تحولها إلى العمل المدني.
في المقابل، عبّرت قوى ثورية ومجتمعية عن خشيتها من عسكرة الحياة المدنية، معتبرة أن أي دمج غير منظم لمثل هذه التشكيلات قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات ويعقّد جهود بناء الدولة المدنية.
