
حرارة قاتلة ببورتسودان.. الموت ينتشر صيفًا
بورتسودان – الهدهد نيوز
تشهد مدينة بورتسودان هذه الأيام موجة حر غير مسبوقة، وصفتها مصادر طبية ومناخية بـ”القاتلة”، وسط تحذيرات متصاعدة من تدهور الوضع الصحي والبيئي في المدينة الساحلية التي أصبحت ملاذًا سياسيًا وسكنيًا مؤقتًا لآلاف المواطنين والنازحين منذ اندلاع الحرب في الخرطوم.
سجّلت درجات الحرارة مستويات قياسية تجاوزت الـ 49 درجة مئوية في بعض الأيام، ما تسبب في إصابة عشرات المواطنين بحالات إعياء حاد وضربات شمس، وأفادت مصادر طبية في مستشفى بورتسودان التعليمي عن استقبال حالات حرجة يوميًا، بعضها فارق الحياة فور وصوله بسبب نقص الأجهزة والمبردات وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر.
ومع ضعف البنية التحتية وانهيار منظومة المياه والتبريد، تتفاقم الأزمة، خاصة في الأحياء الفقيرة والمناطق الطرفية التي تفتقر لأبسط وسائل الحماية من حرارة الشمس المباشرة، ما يضع الأسر في مواجهة مفتوحة مع ظروف مناخية بالغة القسوة دون أدنى استعداد رسمي أو خطط طوارئ فاعلة.
وتسببت موجة الحر كذلك في تدهور الأوضاع المعيشية، حيث تزايدت معدلات تلف المواد الغذائية بسبب انعدام التبريد، فضلاً عن تضاعف أسعار المياه الباردة والثلج، ما جعل الحصول عليها ترفًا يوميًا للكثير من الأسر المتعففة.
المواطنون عبّروا عن غضبهم مما وصفوه بـ”غياب الحكومة المحلية” و”لا مبالاة السلطة” تجاه ما وصفوه بـ”موت بطيء”، مطالبين بتوفير مبردات مركزية، وفتح المساجد والمباني العامة كملاجئ حرارية، وزيادة إمدادات المياه، مع تدخل عاجل من وزارة الصحة ومنظمة الهلال الأحمر لتوزيع مظلات وشبكات حماية للأطفال وكبار السن.
وفيما تستمر درجات الحرارة في التصاعد، تلوح في الأفق كارثة بيئية وصحية ما لم يتم التعامل مع الوضع كحالة طارئة تستوجب تحركًا حكوميًا سريعًا وشاملًا.
المراقبون حذروا من أن استمرار هذه الظروف المناخية الحادة دون خطة واضحة للتعامل معها، قد يؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة تضاف إلى سجل الأزمات المتراكمة في شرق السودان، محذرين من موجة نزوح داخلي جديدة من بورتسودان نحو مناطق أقل حرارة.