اخبار

وزير الخارجية المصري في تصريح قوي عن السودان

متابعات _ الهدهد نيوز

وزير الخارجية المصري في تصريح قوي عن السودان

متابعات _ الهدهد نيوز _؛في تصريحات لافتة، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن مصر تتحرك بجدية وعلى كافة المستويات لوقف الحرب الدائرة في السودان، مشددًا على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحدًا وتضمن بناء مستقبل موحد للسودان، مع رفض تام لأي سيناريو لتقسيم البلاد. وجاءت تصريحات عبدالعاطي خلال حوار صحفي أجرته صحيفة “الشروق” المصرية، حيث تحدّث بصراحة ووضوح عن الموقف المصري من الأزمة السودانية، واستعرض تحركات القاهرة ومساعيها الدبلوماسية في الإقليم.

 

 

وأوضح عبدالعاطي أن ما يجري في السودان “يدمي القلوب”، وأن مصر تنسق جهودها مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتهيئة المناخ لوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر نتيجة هذه الحرب. وأشار إلى أن اجتماعًا وزاريًا مهمًا سيُعقد قريبًا بشأن الأزمة، مؤكدًا أن مصر ستكون حاضرة بقوة إلى جانب أطراف دولية وعربية مؤثرة للمساعدة في وقف الحرب ووضع أساس لحل دائم.

إعلان

 

 

وردًا على سؤال حول ما إذا كان الواقع الحالي يُشير إلى تقسيم فعلي للسودان أو إمكانية حسم المعركة عسكريًا من قِبل الجيش السوداني، شدد الوزير المصري على أن “لا حلول عسكرية للأزمات” في المنطقة. وقال إن هذه القاعدة تنطبق على كل من السودان وليبيا وسوريا ولبنان واليمن، وإن مصر كررت هذه الرؤية في كل المحافل، بناءً على تجاربها وخبراتها، مؤكدًا أن الأزمة السودانية ليست استثناء.

 

 

وأضاف عبدالعاطي أن مصر استضافت في يوليو 2024 مؤتمر القاهرة الأول للقوى السياسية والمدنية السودانية، والذي تمخض عنه توافق على خارطة طريق لإنهاء الصراع، مشيرًا إلى التطلّع لعقد نسخة ثانية من هذا المؤتمر السياسي الهام، بهدف إحياء العملية السياسية من جديد. وأكد أن المخرج الوحيد للأزمة الراهنة هو الحل السياسي، الذي ينطلق من أرضية سودانية خالصة، ومن دون أي تدخلات أو مرتزقة أو قوى أجنبية، فالسودان ــ بحسب تعبيره ــ يجب أن يكون للسودانيين فقط.

 

وأكد الوزير أن مصر تقف مع الدولة السودانية ومؤسساتها، وتبذل جهودًا حثيثة للحفاظ على وحدة وسلامة السودان، مشددًا على أن القاهرة لن تسمح ولن تقبل بأي محاولة لتقسيم السودان أو فرض أمر واقع مرفوض. ودعا جميع الفرقاء السودانيين إلى الجلوس على طاولة الحوار، والعمل من أجل بناء “سودان ديمقراطي جديد موحّد معاصر” يستوعب جميع الأطراف، سواء السياسية أو المدنية أو حتى المسلحة، ما دامت تنطلق من روح وطنية خالصة.

 

 

وتعكس تصريحات وزير الخارجية المصري مدى قلق القاهرة العميق تجاه ما يحدث في السودان، حيث تشكل الأزمة السودانية تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة بأكملها، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الوضع الإنساني والسياسي، واتساع رقعة الانقسام والانفلات الأمني. ويبدو أن مصر تراهن على المقاربة السياسية الشاملة باعتبارها الحل الوحيد القادر على إنقاذ السودان من الانهيار، في وقت تتعثر فيه المبادرات الإقليمية والدولية الأخرى بسبب تعارض المصالح وتزايد التدخلات.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى