كسلا تحتضن حدثًا دوليًا قد يُغيّر خريطة الصحة في السودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة استراتيجية نحو القضاء على التهاب السحايا في السودان بحلول عام 2030، نظّمت وزارة الصحة الاتحادية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ورشة علمية متخصصة بمدينة كسلا لتقييم مخاطر مرض السحائي، وذلك تمهيدًا لإدخال لقاح السحائي الخماسي الجديد (Men5CV) إلى منظومة التحصين الوطني.
واستضافت قاعة الريح الطريفي الفعالية التي جمعت خبراء من المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، والمكتب الإفريقي للصحة العالمية، إلى جانب خبراء وطنيين في الوبائيات والتحصين، في أجواء علمية ركّزت على تحليل مخاطر سلالات السحائي المتغيرة، وخطط الوقاية طويلة الأمد.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أكدت د. داليا إدريس الطيب، مدير الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية، أن هذه الورشة تمثّل تحولًا مهمًا في مسار النظام الصحي السوداني الذي واجه تحديات جسيمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وأضافت:
“رغم الأزمات، أثبت برنامج التحصين الموسع مرونة استثنائية بفضل الجهود الوطنية والشراكات الدولية الفاعلة”.
وشددت د. داليا على أن إدخال لقاح Men5CV ليس مجرد إجراء فني، بل خطوة مفصلية لإعادة بناء الثقة في نظام الصحة العامة، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع، وتأكيدًا على التزام السودان بقيادة صحية قائمة على العلم والإنسانية.
من جانبه، نوّه رئيس وفد منظمة الصحة العالمية د. الطيب أحمد السيد، إلى أن السودان كان من أوائل الدول التي أدخلت لقاح السحائي قبل أكثر من عشر سنوات، مما أدى إلى تقليل معدلات الإصابة والوفيات بشكل ملحوظ.
وأشار إلى أن ظهور سلالات جديدة من المرض دفع نحو الحاجة لتحديث اللقاح ليشمل مضادات إضافية، بدعم مباشر من التحالف العالمي للقاحات.
ويُتوقع أن يُحدث لقاح السحائي الخماسي، عند اعتماده رسميًا، نقلة نوعية في استجابة السودان للأوبئة، خاصة في ظل التحديات المناخية والإنسانية الحالية، ما يجعله أداة وقائية بالغة الأهمية في الصحة العامة.
