
أبناء رفاعة ينقلبون على الدعم السريع ويعودون بالمئات
متابعات _ الهدهد نيوز _ كشفت تنسيقية رفاعة الكبرى عن عودة أكثر من ستة آلاف من أبناء المنطقة الذين كانوا يقاتلون سابقًا ضمن صفوف قوات الدعم السريع، وذلك في أعقاب إعلان الحكومة السودانية عن عفو عام يشمل كل من يضع السلاح طوعًا ولم تتلطخ يداه بجرائم تمس الحقوق الخاصة.
وقال مهدي أبو حنة، رئيس تنسيقية رفاعة الكبرى، خلال كلمته في مؤتمر للتعايش السلمي، إن عدد العائدين بلغ 6517 فردًا من أبناء رفاعة، عادوا إلى مجتمعاتهم بعد أن قرروا الانسحاب من المعارك والانخراط في الحياة المدنية، مشيرًا إلى أن هذا التطور جاء استجابة مباشرة للمبادرة الوطنية التي أطلقتها الحكومة بهدف تعزيز المصالحة الداخلية وإتاحة الفرصة لمن يرغب في التوبة عن الانخراط في الأعمال العدائية والانضمام إلى المجتمع مرة أخرى بروح وطنية مسؤولة.
وأوضح أبو حنة أن قرار العفو لا يشمل الأفراد المتورطين في ارتكاب انتهاكات تتعلق بالحق الخاص، مؤكداً أن مثل هذه القضايا تُنظر فيها المحاكم المختصة، في إشارة إلى التزام الدولة بتطبيق العدالة وعدم التساهل مع الجرائم الفردية التي تمس حقوق المواطنين وأمنهم الشخصي.
ووصف رئيس التنسيقية الخطوة بأنها بمثابة بداية حقيقية لمصالحة اجتماعية شاملة، داعيًا كافة المكونات المجتمعية إلى المساهمة في تهيئة المناخ المناسب لاستيعاب العائدين ودمجهم في الأنشطة المجتمعية والإنتاجية، بعيدًا عن دوائر الحرب والاقتتال. كما أكد أن هذه العودة الجماعية تمثل نموذجًا يمكن تكراره في مناطق أخرى من السودان تشهد أو شهدت انقسامات مشابهة خلال فترة الحرب.
وتأتي هذه العودة في وقت تشهد فيه البلاد جهودًا متصاعدة من أجل احتواء تبعات النزاع الذي تفجر في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتسبب في معاناة إنسانية واسعة ونزوح ملايين المدنيين، فضلاً عن التدهور الاقتصادي والانفلات الأمني في العديد من الولايات.
ويُنظر إلى الخطوة على أنها تطور نوعي في جهود المصالحة الوطنية، خصوصًا في ظل الإقبال الملحوظ من الشباب على الاستفادة من العفو، ما يشير إلى إمكانية بناء مسار جديد نحو السلام المحلي في المناطق الريفية والمدن التي شهدت مشاركة في النزاع المسلح.