طائر نادر يصطاد التماسيح مهدد بالانقراض في السودان.. تعرف على “أبو مركوب” المفترس الصامت
منوعات _ الهدهد نيوز

منوعات _ الهدهد نيوز _ يثير طائر “أبو مركوب”، أو ما يُعرف بـ”رأس الحوت” و”حذاء النيل الأبيض”، اهتمام علماء الأحياء وهواة الطيور النادرة، نظرًا لصفاته الفريدة وسلوكه المفترس الغريب، ويعد من الطيور المهددة بالانقراض في إفريقيا، بما فيها السودان.
يعيش هذا الطائر الغامض، الذي يحمل الاسم العلمي (Balaeniceps rex)، في المستنقعات والمناطق الرطبة بشرق إفريقيا، خاصة جنوب السودان وأوغندا ورواندا وزامبيا. ويتميز بمنقار ضخم يشبه الحذاء، يتيح له صيد التماسيح الصغيرة والثعابين والأسماك، بل وحتى الطيور الأخرى.
صياد بارع… لا يتحرك لساعات!
يتربص طائر أبو مركوب في صمت لساعات طويلة، ثم ينقض بسرعة مذهلة ودقة فائقة على فريسته، مستفيدًا من منقاره العريض المدبب وأجنحته التي تمتد إلى 2.3 متر، وجسمه العملاق الذي يصل طوله إلى 1.2 متر.
تغطي جسده ريشات رمادية مزرّقة، وله رقبة قوية وسيقان طويلة تجعله مؤهلاً لمطاردة فريسته في الليل والنهار، في بيئات موحلة وصعبة الوصول.
تهديدات خطيرة… وانقراض وشيك
بحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، يصنف طائر أبو مركوب ضمن “الأنواع المهددة بالانقراض”، حيث لا يتبقى منه في البرية سوى أقل من 5 آلاف طائر. وتتمثل أبرز المخاطر في الصيد الجائر، وفقدان الموائل، وتدمير الأعشاش بفعل الفيضانات، إضافة إلى الاتجار غير المشروع.
ويعيش هذا الطائر منعزلاً، ولا يجتمع بنوعه إلا خلال موسم التزاوج، ويتسم سلوكه التناسلي بالقسوة، إذ ينجو فقط أقوى الفراخ، أحيانًا على حساب أشقائها في العش.
إرث من العصر الطباشيري
تُشير دراسات علمية إلى أن سلالة “أبو مركوب” تعود إلى 145 مليون عام، أي إلى أواخر العصر الطباشيري، ما يجعله من أقدم الكائنات الحية المتبقية على كوكب الأرض. ويجمع خصائص وراثية من طيور اللقلق والبجع ومالك الحزين، ما صعّب على العلماء تصنيفه بدقة.
وتدعو منظمات حماية البيئة إلى زيادة الجهود لحماية هذا الطائر النادر، خاصة في السودان، من خلال إنشاء محميات طبيعية ومراقبة التجارة غير القانونية والتوسع العمراني العشوائي.