كارثة زراعية تهدد السودان.. فقدان 17 ألف سلالة نباتية نادرة من بنك الجينات بمدني
متابعات _ الهدهد نيوز

كارثة زراعية تهدد السودان.. فقدان 17 ألف سلالة نباتية نادرة من بنك الجينات بمدني
مدني – الهدهد نيوز _ في تطور خطير وصف بأنه “الأعنف” على مستقبل الأمن الغذائي في السودان، كشفت هيئة البحوث الزراعية بمدينة مدني عن تدمير واسع ونهب ممنهج تعرض له بنك الجينات الوراثية التابع للهيئة، من قبل عناصر تتبع لمليشيا الدعم السريع بقيادة أسرة دقلو، ما أدى إلى فقدان أكثر من 17 ألف نوع من السلالات الوراثية للنباتات.
وقال والي ولاية الجزيرة، الطاهر إبراهيم الخير، خلال اجتماع مشترك عقد صباح اليوم الإثنين بهيئة البحوث الزراعية، إن حكومة الولاية ملتزمة بدعم جهود إعادة تأهيل البنك الوراثي، معلنًا توفير غرفة تبريد جديدة لحفظ ما تبقى من الجينات النباتية.
وأكد الوالي أن هيئة البحوث الزراعية تمثل ركيزة استراتيجية للنهضة الزراعية في السودان، مشددًا على أن الجهود الرسمية مستمرة لإعادة تأهيل البنية العلمية المتضررة في القطاع.
من جهته، أشار المدير المكلف لهيئة البحوث الزراعية، البروفيسور أحمد حسن أبو عصارة، إلى أن عناصر مسلحة تتبع لمليشيا دقلو اقتحمت مقر الهيئة في وقت سابق، وقامت بنهب 33 ثلاجة تحتوي على أرصدة ضخمة من البذور والسلالات الوراثية، بعضها نادر ولا يمكن تعويضه، مما ألحق أضرارًا جسيمة بأحد أهم المراكز البحثية في البلاد.
وأوضح أن الهيئة تعمل على إنبات بعض السلالات التي لا تزال قابلة للتكاثر، لكنها بحاجة ماسة إلى معدات تبريد وغرف حفظ حديثة لضمان سلامة العينات المتبقية.
بدوره، أعلن الدكتور آدم ياو، نائب ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في السودان، عن استعداد المنظمة للتدخل وفق خطة طارئة عبر مراحل، بالتعاون مع عدد من الجهات المانحة، للمساهمة في إعادة تأهيل بنك الجينات وتحسين نظم حفظ السلالات.
كما دعت مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بالجزيرة، د. عرفة محمود، إلى ضرورة التحرك العاجل من المجتمع الدولي ومنظمات التنمية الزراعية لحماية الإرث الوراثي النباتي في السودان، مؤكدة أن ما حدث يمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الأمن الغذائي في البلاد.
وتأتي هذه الكارثة في وقت يشهد فيه السودان تدهورًا حادًا في مؤسساته الإنتاجية والعلمية، نتيجة الحرب الدائرة التي تقودها مليشيا الدعم السريع، وسط تحذيرات من منظمات دولية بأن البلاد باتت تواجه خطر انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، ما لم يتم التحرك بسرعة لإنقاذ ما تبقى من المقومات الوطنية.