
الفاشر .. اختراق من المحور الجنوبي
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تصعيد عسكري جديد بمدينة الفاشر، أعلنت القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة للحركات المسلحة، يوم الإثنين 30 يونيو 2025، عن نجاحها في صد هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع من المحور الجنوبي للمدينة، في محاولة لاختراق الدفاعات العسكرية وفرض سيطرة جديدة على المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام.
يأتي هذا الهجوم بعد أقل من 72 ساعة على إعلان هدنة إنسانية في الفاشر، استجاب فيها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى عشرات الآلاف من المدنيين العالقين.
وأوضح العقيد أحمد حسين مصطفى، الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة، أن قوات الجيش تصدت للهجوم الـ215 على المدينة، مؤكدًا أن “الفاشر بخير” وأن الأمور تحت السيطرة الكاملة، رغم القصف المدفعي الكثيف الذي سبق تسلل عناصر الدعم السريع من المحور الجنوبي.
وأضاف مصطفى أن القوات المهاجمة تكبّدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، قبل أن تضطر للانسحاب تحت وقع الهجوم المضاد الذي شنته القوات المشتركة. كما اتهم الدعم السريع بخرق الهدنة الإنسانية، ونهب قوافل الإغاثة، بما في ذلك إحراق شحنات مساعدات إنسانية شرق المدينة.
من جانبها، أكدت المراسلة الميدانية آسيا خليفة، أن المقاومة الشعبية لعبت دورًا أساسيًا في صد الهجوم، مشيرة إلى أن القصف العشوائي طال الأحياء السكنية، وتسبب في موجة نزوح جديدة داخل المدينة المحاصرة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه قوات الدعم السريع فرض حصار خانق على مدينة الفاشر، في محاولة للسيطرة على آخر مواقع الجيش السوداني في إقليم دارفور، وإعلان حكومة موازية في المناطق التي تهيمن عليها.
وتشير التقارير إلى تفاقم الوضع الإنساني داخل المدينة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانعدام شبه كامل للخدمات الطبية. وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في وقت سابق أن الفاشر تخضع لحصار تام، وتمنع منها المساعدات منذ أكثر من عام، محذّرة من كارثة إنسانية وشيكة.