خطوة إستراتيجية لإحياء السكك الحديدية
متابعات _ الهدهد نيوز _ في خطوة يُنظر إليها كإحياء استراتيجي للبنية التحتية القومية، استقبل والي ولاية القضارف المكلف، الفريق الركن محمد أحمد حسن أحمد، وفداً رفيعاً من هيئة سكك حديد السودان برئاسة المدير العام المهندس موسى القوم الجهدي، لبحث ملف إعادة تأهيل خط السكة الحديد الرابط بين ولايات شرق ووسط وغرب البلاد، مروراً بالقضارف، وهي الولاية التي يُعوّل عليها لتكون عقدة مركزية في منظومة النقل القومي الجديدة.
اللقاء الذي احتضنته القضارف شهد جلسة مباحثات مشتركة تناولت التحديات الهندسية والتنظيمية التي تواجه إعادة العمل في الخط الحديدي، وعلى رأسها معوقات شارع الستين داخل المدينة، وتوزيع الحجوزات على جانبي الطريق، حيث تسعى اللجنة الفنية المشتركة بين الولاية والهيئة إلى وضع خارطة طريق تُسهّل تنفيذ المشروع وفق المعايير الحديثة.
والي القضارف أكد التزام حكومته الكامل بتنفيذ ما يليها من الترتيبات، مشدداً على أن المشروع ليس مجرد بنية تحتية، بل هو خطوة ضرورية لتعزيز الوحدة الوطنية عبر ربط الولايات ببعضها البعض، كما يمثل جسراً اقتصادياً لربط مناطق الإنتاج الريفي بالأسواق الداخلية وموانئ التصدير. واقترح الوالي إنشاء مسار جديد للخط الحديدي يكون خارج المدينة تجنباً للازدحام، مع بناء محطة حديثة للركاب خارج القضارف، تعكس تطلعات سكان المنطقة نحو خدمات نقل متطورة وآمنة.
الوفد الزائر من هيئة سكك حديد السودان ثمّن تجاوب حكومة الولاية، واعتبر المباحثات التي جرت بمثابة انطلاقة ناجحة نحو صياغة تفاهم مشترك يسهم في تسريع وتيرة العمل. وأوضح المدير العام للهيئة أن اجتماعات اللجنة الفنية ستتواصل خلال الأيام القادمة إلى حين التوصل إلى صيغة اتفاق نهائي يوقع عليه الطرفان، بما يضمن تنفيذ المشروع في أفضل صورة.
الخط الحديدي المقترح يُعد جزءاً من رؤية قومية أكبر لإعادة تشغيل شبكة السكك الحديدية السودانية بعد سنوات من التراجع والتعطيل، ويأتي في وقت تشهد فيه البلاد محاولات جادة لإعادة بناء مؤسساتها الحيوية رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تمر بها. ويُتوقع أن يسهم المشروع، حال تنفيذه، في تقليل تكاليف النقل وزيادة فرص العمل وتعزيز التجارة البينية بين ولايات السودان.
ويُشار إلى أن مشروع إعادة تأهيل خط السكة حديد يحظى باهتمام خاص من الجهات العليا في الدولة، وسط توقعات بأن تنضم ولايات أخرى للمسار الاستراتيجي، ليشكل بذلك جسراً اقتصادياً وإنمائياً يربط أطراف البلاد في مرحلة مفصلية من تاريخ السودان.
