احتجاجات غاضبة في حلفا الجديدة
متابعات _ الهدهد نيوز _ شهدت مدينة حلفا الجديدة بولاية كسلا موجة احتجاجات شعبية متصاعدة، رفضًا لما وصفه المواطنون بمحاولات “الاستيلاء غير المشروع” على الساحات والممتلكات العامة من قبل السلطات المحلية، في وقت أغلقت فيه مكاتب حكومية وسط تصاعد التوتر والغضب الشعبي.
وخرج عشرات المتظاهرين، يوم الأحد، في محيط مكتب سجلات الأراضي وهيئة المساحة المدنية، للتعبير عن رفضهم لقرارات حكومية شملت بيع أراضٍ عامة شرق سوق المدينة، دون أي إعلان رسمي أو توضيح بشأن مصير العائدات المالية الناتجة عن تلك الصفقات. وقال محتجون إن هذه الممارسات “تفتقر إلى الشفافية وتثير الشبهات”، وسط دعوات متزايدة بتجميد القرارات ومحاسبة المتورطين.
وأكد مشاركون في التظاهرات أن عمليات البيع الأخيرة شملت ساحات عامة ومرافق كانت مخصصة للاستخدام المجتمعي، بما فيها مواقع سابقة لخط السكة الحديد الرئيسي في المدينة، والتي تم تحويلها إلى قطع استثمارية دون استشارة السكان أو إصدار توضيحات قانونية رسمية.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتجاجات أجبرت الجهات المختصة على إغلاق مكتب الأراضي وهيئة المساحة المدنية، تجنبًا لأي تصعيد، بينما تتصاعد المطالب بفتح تحقيق رسمي في الأمر، وسن تشريعات تحد من التصرف في الأصول العامة دون رقابة أو مسوغ قانوني واضح.
من جانبها، اتهمت جهات مدنية معارضة، حكومة الولاية بالتفريط المتكرر في الأراضي العامة، بهدف الحصول على موارد مالية عاجلة، بغض النظر عن الحاجة المجتمعية الفعلية لتلك المساحات، لا سيما في ظل أزمة السكن التي تعاني منها المدينة.
وقد تسببت المضاربات العقارية في ارتفاع غير مسبوق بأسعار الأراضي، حيث تجاوزت أسعار بعض القطع حاجز الـ200 مليون جنيه سوداني، مما فاقم الأعباء المعيشية على السكان، وأثار مخاوف من موجة نزوح داخلية جديدة نتيجة تفاقم الضغوط الاقتصادية.
يُشار إلى أن حلفا الجديدة تُعد من المناطق الحيوية في شرق السودان، وقد استقبلت خلال الفترة الماضية آلاف النازحين من ولايات الحرب، ما زاد من الضغط على الخدمات، وسط تراجع في أداء مشروعها الزراعي الكبير، الذي كان يُعد من أكبر مشاريع الري في البلاد.
ويطالب أهالي المدينة بوقف فوري للتصرف في الأراضي العامة، وإجراء مراجعة شاملة للصفقات السابقة، مع تفعيل آليات الرقابة والمساءلة، للحفاظ على ما تبقى من ممتلكات تخدم الصالح العام.
