
توتر أمني بعد عملية جريئة استهدفت مركز شرطة
متابعات – الهدهد نيوز – في حادثة أمنية أثارت القلق مجددًا بشأن هشاشة الوضع الأمني في ولاية شرق دارفور، أقدمت مجموعة مسلحة تُنسب لقوات الدعم السريع على اقتحام مقر الشرطة في مدينة عديلة، مساء الخميس، ونجحت في إطلاق سراح متهمين كانا رهن الاحتجاز، وذلك تحت تهديد السلاح وباستخدام كثيف للنيران في الهواء لبث الرعب وسط عناصر الشرطة والمدنيين.
ووفقًا لشهادات عدد من المواطنين، فإن المجموعة المهاجمة وصلت إلى مقر الشرطة مستقلة أربع مركبات من نوع “توك توك”، وشرعت مباشرة في تنفيذ عملية الاقتحام وسط غياب واضح لأي مقاومة أو رد فعل من قبل القوة الشرطية المتواجدة بالموقع لحظة تنفيذ الهجوم.
وتعود خلفية الواقعة إلى توقيف المتهمين، صباح اليوم ذاته، من قِبل قوات الدعم السريع في أعقاب شكوى تقدم بها عدد من المزارعين المحليين اتهموا فيها المتهمَين بالاعتداء عليهم ومنعهم من حرث أراضٍ مثار نزاع طويل الأمد. وبعد القبض عليهما، تم نقلهما إلى مركز الشرطة بمدينة عديلة انتظارًا لاستكمال الإجراءات القضائية، إلا أن تدخل القوات المسلحة التابعة للدعم السريع مساءً غيّر مجرى الأحداث.
وأكد مصدر أمني في الشرطة لوسائل الإعلام أن الجهة المهاجمة تتبع رسميًا لقوات الدعم السريع، دون أن يوضح إن كانت السلطات بصدد فتح تحقيق عاجل أو اتخاذ خطوات نظامية للرد على هذه الحادثة التي وُصفت بـ”السابقة الخطيرة” في التعامل مع مؤسسات العدالة بالولاية.
وتأتي هذه الحادثة لتلقي بظلالها على حالة التوتر المتجددة بين الرعاة والمزارعين التي تندلع غالبًا في موسم الزراعة بدارفور، وهي توترات تُعزى في الغالب إلى غياب ترسيم واضح للأراضي وتداخل المصالح الزراعية والرعوية، ما يُعزز من احتمالات الانفجار الأمني في أي لحظة.
وكانت ولاية شرق دارفور قد شهدت قبل أيام قليلة عقد ملتقى للتعايش السلمي في بلدة أم راكوبة بمشاركة ممثلين عن قوات الدعم السريع وقيادات أهلية من قبيلتي الرزيقات والمعاليا، حيث جرى التوافق على تشكيل قوة مشتركة وتحديد مسارات المواشي بشكل يُقلل من حدة الاشتباكات الموسمية.
غير أن هذا الهجوم المفاجئ يطرح تساؤلات حول التزام الأطراف بالتفاهمات، ويكشف عن تحديات حقيقية أمام فرض هيبة القانون وبسط الأمن، وسط دعوات متزايدة من سكان المنطقة بتفعيل دور النيابة العامة والقضاء لمنع تكرار مثل هذه الخروقات.