فطر بسيط في حديقتك قد يغيّر مستقبل التعدين ويُنتج الذهب الخالص!

فطر بسيط في حديقتك قد يغيّر مستقبل التعدين ويُنتج الذهب الخالص!

منوعات _ الهدهد نيوز _ في كشف علمي مذهل يفتح آفاقًا جديدة في عالم التعدين البيولوجي، أعلن باحثون في منظمة الكومنولث الأسترالية للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO) عن اكتشاف فطر شائع يُعرف باسم “فيوزاريوم أوكسي سبوروم” (Fusarium oxysporum)، يتمتع بقدرة فريدة على إنتاج جسيمات من الذهب الخالص عبر عملية حيوية طبيعية.

وبحسب الدراسة المنشورة مؤخراً، فإن هذا الفطر قادر على امتصاص الأيونات الذهبية من مركبات معدنية موجودة في التربة أو في مصادر أخرى، وتحويلها إلى جسيمات صلبة من الذهب تترسّب على سطحه الخارجي. ويُعد هذا الاكتشاف جزءًا من مفهوم “التعدين الحيوي” أو “التعدين الأيضي”، الذي يعتمد على كائنات حية لاستخراج المعادن الثمينة بطريقة آمنة وصديقة للبيئة، بعيدًا عن أساليب التعدين التقليدية التي تُعد ضارة ومكلفة.

ويشير العلماء إلى أن العملية التي يقوم بها الفطر لا تتطلب معدات معقدة أو ظروف صناعية، بل تتم في ظروف طبيعية، مما يجعل التقنية واعدة ليس فقط على الأرض، بل أيضًا في الفضاء الخارجي. فقد أظهرت تجارب مخبرية أن الفطر ذاته قادر على معالجة مساحيق تحتوي على مواد مصدرها نيازك فضائية، وإنتاج الذهب منها، وهو ما يعزز إمكانيات استخدامه في “التعدين الفضائي” مستقبلاً.

ومن الجوانب اللافتة في هذا الاكتشاف، أنه قد يكون من الممكن مستقبلاً تطوير نسخ معدّلة وراثياً من هذا الفطر لزيادة كفاءته في إنتاج الذهب، ما يمهّد الطريق لما وصفه العلماء بـ”مصانع الذهب الحية”، التي قد تُستخدم لاستخراج كميات مجدية تجارياً من المعدن النفيس، سواء من سطح الأرض أو من الأجرام السماوية مثل الكويكبات.

وفي ظل هذا التطور، يرى بعض الباحثين أن التقنية الجديدة قد تتيح للأفراد في المستقبل إنتاج الذهب بكميات بسيطة في منازلهم، من خلال تجهيزات مخبرية صغيرة ومعقّمة، وذلك في حال تم تطوير سلالات آمنة وفعالة من الفطر، قادرة على العمل في بيئات غير متخصصة.

هذا الإنجاز العلمي، وإن بدا أقرب إلى الخيال العلمي، إلا أنه يعكس مدى تقدم تقنيات البيولوجيا الحديثة، وقدرتها على تقديم حلول بديلة ومستدامة لتحديات استنزاف الموارد الطبيعية، كما أنه يثير تساؤلات مستقبلية حول تأثير هذا النوع من الاكتشافات على أسواق الذهب وصناعة التعدين العالمية.