
تصريحات نارية من ترمب تُفجر مفاجأة بأسواق النفط!
متابعات _ الهدهد نيوز _ في تطور مفاجئ على صعيد أسواق الطاقة العالمية، شهدت أسعار النفط تراجعًا لافتًا بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب قلّلت من احتمالات توجيه ضربة عسكرية وشيكة ضد إيران، ما خفف من حالة التوتر الجيوسياسي التي كانت تلوح في الأفق، وأسهم في تهدئة مخاوف المستثمرين التي ألقت بظلالها الثقيلة خلال الأيام القليلة الماضية.
وبحسب ما نقلته وكالات دولية، فقد انخفض سعر خام برنت بنسبة 2.3% ليستقر فوق 77 دولارًا للبرميل، مدفوعًا بتقارير عن استعداد طهران لمناقشة حدود تخصيب اليورانيوم. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد أغلق تداولاته دون مستوى 74 دولارًا للبرميل، متأثرًا بانخفاض حجم التداول نتيجة عطلة رسمية في الولايات المتحدة، إضافة إلى انتهاء صلاحية عقود أغسطس.
التراجع في الأسعار جاء على وقع مؤشرات دبلوماسية هدأت من روع الأسواق، أبرزها اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني بنظرائه من أوروبا في جنيف، والذي حمل في طياته رسائل مزدوجة؛ الأولى عن انفتاح طهران على المفاوضات، والثانية عن استمرار رفضها لأي نقاش في ظل الهجمات الإسرائيلية المتكررة. كما أكد وزير الخارجية البريطاني أن المنطقة تمر بـ”لحظة حرجة”، داعيًا إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.
في المقابل، أثارت تصريحات ترمب، التي أكدت وجود “فرصة كبيرة للمفاوضات”، حالة من الارتياح المؤقت في الأسواق، ودفعت المستثمرين إلى تعديل توقعاتهم بشأن إمكانية وقوع تصعيد عسكري مباشر. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر دبلوماسية أن الإدارة الأميركية قررت التمهّل في اتخاذ قرار عسكري ضد إيران، في ظل مساعٍ لإفساح المجال أمام القنوات الدبلوماسية.
ورغم موجة التراجع، فإن تقلبات السوق لم تهدأ بعد، إذ سجّلت العقود الآجلة تذبذبًا واسعًا، تجاوز نطاق 8 دولارات خلال أسبوع، فيما ظل العامل النفسي مسيطرًا على قرارات المستثمرين، مع ترقب نتائج أي تحركات مفاجئة على الأرض. وتجدر الإشارة إلى أن بعض التقديرات تشير إلى أن صهاريج النفط الإيرانية امتلأت بكميات ضخمة في محطة “خرج”، في وقت تتزايد فيه وتيرة التصدير تحسبًا لأي مواجهة محتملة.
في السياق ذاته، لم تُسجّل حتى الآن أي مؤشرات على نية إيران إغلاق مضيق هرمز، رغم التوترات المتصاعدة، ما يعني أن شريان النفط العالمي لا يزال آمنًا نسبيًا، ولو مؤقتًا. لكن مخاوف المستثمرين من دخول الأسواق في فترة “عدم يقين ممتدة”، دفعت ببعض التحليلات إلى التحذير من موجة تقلبات جديدة قد تعيد الأسعار إلى مستويات غير متوقعة، خاصة مع تضارب الأنباء بشأن نوايا واشنطن الحقيقية تجاه طهران.
وبينما تتواصل التحليلات والتقديرات، يبقى السيناريو مفتوحًا على كل الاحتمالات، خاصة في ظل المعادلة الحساسة التي تتحكم في أمن الطاقة العالمي، ومواقف الدول الكبرى التي قد تغير اتجاه السوق خلال لحظات. ويبدو أن الشرق الأوسط لا يزال يقف عند مفترق طرق دقيق، تحكمه لغة الصواريخ والمفاوضات، وسوق نفطية لا تتحمل كثيرًا من المفاجآت.