
مأساة على سواحل ليبيا.. عشرات المهاجرين في عداد المفقودين بينهم سودانيون
سودانيون في المجهول
متابعات _ الهدهد نيوز _ في حادثة تُضاف إلى سلسلة المآسي الإنسانية التي يشهدها البحر الأبيض المتوسط، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن فقدان ما لا يقل عن 60 مهاجرًا، بينهم سودانيون، إثر غرق قاربين قبالة السواحل الليبية خلال يومين متتاليين، في واحدة من أكثر الحوادث دموية منذ بداية العام الجاري.
وبحسب إفادات الناجين، فإن القارب الأول غرق يوم الخميس قرب ميناء الشعاب غربي ليبيا، وكان على متنه 26 شخصًا، نجا منهم خمسة فقط، بينما لا يزال 21 آخرون في عداد المفقودين، من بينهم أطفال ونساء. وأكدت المنظمة أن بين المفقودين ستة من إريتريا، وخمسة من باكستان، وأربعة من مصر، واثنين من السودان.
أما الكارثة الثانية فوقعت يوم الجمعة قبالة سواحل مدينة طبرق شرق ليبيا، عندما غرق قارب آخر وفُقد على أثره 39 مهاجرًا، نجا منهم شخص واحد فقط أنقذه صيادون محليون، بينما عُثر على ثلاث جثث فقط على الشاطئ.
ورغم عدم الإعلان الرسمي عن الوفاة في مثل هذه الحالات، تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن وصف “المفقودين” غالبًا ما يعني أنهم قضوا غرقًا، لا سيما عندما لا يتم العثور على جثثهم بعد ساعات من الحادثة.
هذه الحوادث تكرّر مشهدًا مأساويًا يعرفه المهاجرون جيدًا، حيث تُحمَّل القوارب فوق طاقتها الاستيعابية وتنطلق في ظروف غير إنسانية وسط تجاهل دولي مقلق. ووفقًا لإحصائيات المنظمة، فإن أكثر من 743 مهاجرًا فقدوا حياتهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط منذ بداية عام 2025، 70% منهم على طريق “المنطقة الوسطى”، الذي يُعد الأخطر عالميًا بفعل نشاط المهربين وضعف قدرات الإنقاذ الرسمية.
ودعا المدير الإقليمي للمنظمة، عثمان بلبيسي، إلى تعزيز عمليات البحث والإنقاذ، وضمان إنزال الناجين إلى موانئ آمنة، مشددًا على أن معالجة جذور هذه الأزمة تتطلب تعاونًا دوليًا عاجلًا وسياسات أكثر إنسانية تجاه المهاجرين.
في الوقت ذاته، أظهرت بيانات جديدة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ليبيا أصبحت المنطلق الرئيسي للهجرة غير النظامية نحو إيطاليا، متجاوزة تونس، رغم المساعدات الأوروبية السخية التي حصلت عليها الأخيرة للحد من الهجرة.
ومع تزايد وتيرة هذه الكوارث، تزداد المخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا، في ظل استمرار الحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية التي تدفع بآلاف الشباب من السودان ودول إفريقية أخرى إلى ركوب البحر في رحلات محفوفة بالموت، بحثًا عن الأمان والحياة.