
حدث صاخب في عطبرة
متابعات _ الهدهد نيوز _ في ساعة مبكرة من فجر الخميس، استيقظ سكان مدينة عطبرة بولاية نهر النيل على دوي انفجارات هزّت الأرجاء، إثر محاولة هجومية جديدة نفذتها طائرات مسيرة أطلقتها المليشيا الدعم السريع مستهدفة مواقع حساسة داخل المدينة، في تصعيد وصفه شهود عيان بـ”الخطير وغير المسبوق”. ووفقًا للمصادر، فقد تعاملت المضادات الأرضية التابعة للقوات المسلحة السودانية مع الهجوم الجوي بكفاءة، وتمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة قبل أن تبلغ أهدافها.
شهود عيان أفادوا بأن أصوات الانفجارات كانت عنيفة ومفاجئة، وأثارت حالة من الذعر والقلق في أوساط المواطنين، الذين لم يعتادوا على مثل هذه المشاهد. وأوضح بعضهم أن الطائرات استهدفت محيط مطار عطبرة إلى جانب مناطق متفرقة في أطراف المدينة، غير أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش السوداني كانت في حالة استعداد قصوى وتمكنت من رصد التهديدات والتعامل معها بسرعة.
رغم فداحة الحدث، لم تُسجّل حتى اللحظة أي خسائر بشرية أو أضرار مادية مؤكدة، بحسب ما نقلته مصادر رسمية من داخل الولاية، بينما لا تزال السلطات تقوم بعمليات تمشيط لتقييم الوضع بدقة وجمع بقايا الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها.
وبحسب الروايات المتقاطعة، فإن الهجوم وقع قرابة الساعة الخامسة صباحًا، وتم رصد ما لا يقل عن خمس طائرات مسيّرة في سماء المدينة، ما يشير إلى محاولة منسقة لإرباك الدفاعات الجوية أو إلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية. ويأتي هذا التطور في سياق سلسلة من الهجمات التي تنفذها المليشيا خلال الأسابيع الأخيرة باستخدام طائرات بدون طيار، ما يطرح تساؤلات بشأن مصادر الدعم الفني واللوجستي الذي تحصل عليه تلك الجماعات المسلحة، وقدرتها المتزايدة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة.
محللون يرون أن استهداف عطبرة، التي تعد من المدن المهمة في ولاية نهر النيل، يحمل رسائل سياسية وأمنية، ويهدف إلى زعزعة الاستقرار في مناطق ما تزال تحت سيطرة القوات النظامية. كما يشير توقيت الهجوم ومكانه إلى وجود نوايا لتعطيل البنية التحتية، خاصة وأن مطار عطبرة يُعد منفذًا حيويًا في عمليات الدعم اللوجستي المدني والعسكري.
وفي سياق متصل، تواصل وحدات الجيش السوداني عمليات الرصد والتأمين في مختلف مناطق الولاية، وسط توقعات بتصعيد في وتيرة الهجمات الجوية التي تعتمد على الطائرات المسيّرة، والتي باتت تمثل تحديًا حقيقيًا للأمن القومي في ظل صعوبة كشفها مبكرًا وتعقيد أنظمة تشغيلها.