
نزوح جماعي يهز الشمالية.. آلاف يُنقلون بشاحنات الطوارئ!
متابعات _ الهدهد نيوز _ في مشهد إنساني مؤثر يعكس حجم المعاناة على الحدود الشمالية للسودان، أعلنت رئاسة محلية حلفا بالتنسيق مع إدارة المعابر عن انطلاق عملية تفويج جديدة للنازحين القادمين من منطقة “المثلث”، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بالأوضاع الأمنية المتدهورة، حيث تم تجهيز أربع شاحنات خصيصًا لنقل هؤلاء المتضررين إلى مدينة دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية.
وأكدت السلطات المحلية أن غرفة طوارئ وادي حلفا ولجنة المساعدات بالمعبر تواصلان جهودهما لتقديم الوجبات والخدمات الأساسية للنازحين أثناء عملية الانتقال، وسط تنسيق كامل لضمان سلامة القادمين وتوفير الحد الأدنى من الدعم الإنساني العاجل.
وبحسب ما أعلنته محلية حلفا، فإن عدد النازحين القادمين من المثلث بلغ حتى الآن أكثر من 3000 شخص، أغلبهم من عمال التعدين الأهلي الذين اضطروا للنزوح من مواقعهم بسبب الظروف الأمنية القاسية، والنقص الحاد في المواد الغذائية والطبية في المنطقة.
وتأتي هذه الجهود استكمالًا لعملية التفويج المنظمة التي بدأت قبل أسابيع، حيث شهدت الأيام الماضية تفويج الدفعة الثالثة من النازحين عبر الأراضي المصرية مرورًا بمعبر أرقين، في طريقهم إلى دنقلا ومنها إلى مناطقهم الأصلية، في ظل تحديات لوجستية وإنسانية متزايدة.
وشددت السلطات على أهمية تعزيز الدعم المقدم من الجهات الاتحادية والمنظمات الإنسانية لتوسيع نطاق عمليات التفويج، خاصة وأن التقديرات تشير إلى احتمالية وصول المزيد من النازحين خلال الأيام المقبلة، نتيجة تدهور الأوضاع الميدانية في مناطق التعدين ومحيطها.
وتعد منطقة “المثلث” من أبرز النقاط الساخنة في الشريط الحدودي بين السودان ومصر، حيث تتكرر موجات النزوح من حين لآخر بفعل تدهور الأوضاع الأمنية وانعدام البنى التحتية الأساسية، ما يجعل من تدخل السلطات المحلية ومؤسسات الإغاثة أمرًا ضروريًا للحفاظ على الأرواح وتقليل المعاناة.
وفي ختام البيان، أكدت محلية حلفا التزامها الكامل بمواصلة عمليات التفويج وتقديم الرعاية للنازحين، مع دعوة كافة الجهات ذات الصلة إلى مضاعفة جهودها ودعم المرافق والخدمات لضمان استمرارية هذا الجهد الإنساني، الذي يشكل طوق نجاة لآلاف الأسر في هذه المرحلة الحرجة.