
طائرة روسية في بورتسودان
متابعات _ الهدهد نيوز _ شهد مطار بورتسودان صباح الأمس هبوط طائرة شحن روسية من طراز “أفيكون زيتوترانس IL-76TD”، تحمل رقم التسجيل RA-76842، في رحلة مباشرة قادمة من مطار سوتشي في روسيا، حسب ما أظهرته بيانات منصات تتبع حركة الطيران العالمية. ويأتي هذا التحرك الجوي في سياق سلسلة من الرحلات التي تقوم بها طائرات شحن ثقيلة بين روسيا وتركيا، مروراً بمطار بورتسودان، ما أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة وحجم التنسيق اللوجستي الجاري عبر هذا المسار الجوي المثير للانتباه.
وبحسب بيانات الرصد الجوي، فإن الطائرة الروسية لم تمكث طويلاً في مطار بورتسودان، إذ غادرت في وقت لاحق من اليوم نفسه، متجهة نحو مطار دالامان التركي. وتكررت مثل هذه الرحلات في الآونة الأخيرة، مما دفع مراقبين إلى الربط بين هذه التحركات وعمليات نقل محتملة لمواد أو تجهيزات ذات طابع عسكري. مصادر مطلعة لم تستبعد أن تكون هذه الرحلات جزءًا من تنسيق ثلاثي بين السودان وروسيا وتركيا، قد يشمل شحنات أسلحة أو آليات عسكرية.
ورغم الحساسية الجيوسياسية التي تحيط بمثل هذه التحركات، لم تصدر أية بيانات أو توضيحات رسمية من الحكومة السودانية أو الجهات الروسية أو التركية المعنية، ما زاد من حالة الغموض التي تحيط بهذه الرحلات الجوية، وفتح الباب أمام تفسيرات عدة. ويعتقد بعض المحللين أن الطائرات المستخدمة في هذه العمليات، مثل طراز IL-76TD المعروف بقدرته على نقل الحمولات الثقيلة، تُعد خيارًا مثالياً في حالات الإمداد العسكري أو الدعم اللوجستي المتقدم.
جدير بالذكر أن مطار بورتسودان أصبح يشهد في الفترة الأخيرة زيادة في وتيرة هبوط وإقلاع طائرات الشحن الأجنبية، في وقت تمر فيه البلاد بظروف استثنائية سياسياً وأمنياً. ويؤكد متابعون أن مثل هذا النشاط الجوي قد يكون مؤشراً على ترتيبات إقليمية أو دولية تتعلق بموازين القوى والتحالفات في المنطقة، وهو ما يستدعي مزيداً من الشفافية الرسمية لتوضيح طبيعة هذه التحركات وتأثيرها على الأمن القومي.
ورغم صعوبة التأكد من دقة الأنباء المتداولة حول شحنات الأسلحة، فإن استمرار هذه الرحلات يثير الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الذي تلعبه بعض المطارات السودانية في التبادلات العسكرية غير المُعلنة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها مناطق متعددة من الشرق الأوسط وأفريقيا.