صدمة جماهيرية بعد قرار الهلال السوداني
متابعات _ الهدهد نيوز _ اقترب نادي الهلال السوداني من وضع نقطة النهاية في علاقته مع المدرب الكونغولي فلوران إيبينغي، بعد ثلاث سنوات من العمل المشترك الذي شهد الكثير من النجاحات والإخفاقات، وذلك بالتزامن مع اقتراب نهاية عقده الرسمي خلال أيام قليلة، وغياب أي نية من الطرفين لتجديد التعاون. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الإعلان الرسمي عن فض الشراكة بات وشيكًا، ومن المتوقع صدوره خلال الساعات القليلة المقبلة.
إدارة نادي الهلال، وفي ظل هذه التطورات، تعكف على التحضير لاجتماع حاسم لمناقشة ملفات استراتيجية تمهيدًا لبدء مرحلة جديدة، أبرزها حسم مصير الجهاز الفني وشكر المدرب على الفترة التي قضاها في قيادة الفريق، والتي يُعد فيها ثاني أكثر المدربين استمرارًا في تاريخ النادي خلال العقدين الأخيرين. وقد أكمل إيبينغي عامه الثالث على التوالي مع الهلال، في تجربة فنية حافلة سجل خلالها أرقامًا مميزة على الصعيد المحلي والقاري.
المدرب الكونغولي قاد الهلال لتحقيق لقب الدوري السوداني الممتاز، وتُوج أيضًا بلقب السوبر السوداني خلال مواجهة مثيرة أُقيمت على الأراضي التنزانية، كما نجح في إعادة الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا لأول مرة منذ عشر سنوات، في إنجاز يحسب له وللطاقم المعاون. كما شارك الهلال تحت قيادته في بطولة الدوري الموريتاني الاستثنائي، وتمكن من تصدر الترتيب وحصد الدرع الشرفي، مما عزز من رصيد إنجازاته مع الفريق.
ورغم هذه الإنجازات، لم ينجح إيبينغي في كسب رضا جماهير “الموج الأزرق”، خاصة بعد إخفاقه في التتويج بلقب بطولة سيكافا الإقليمية، التي كان الهلال مرشحًا بارزًا للفوز بها، لكنه خرج من نصف النهائي واكتفى بالميدالية البرونزية. هذا الإخفاق، إلى جانب توقعات الجماهير العالية بالنظر إلى حجم الاستثمارات الفنية والإدارية التي وفرتها الإدارة، أدى إلى موجة انتقادات واسعة طالبت برحيله، معتبرة أن النتائج لم تكن على قدر الطموحات.
وفي ظل هذه الضغوط، فضلت إدارة الهلال التعامل مع الملف بهدوء ودون انفعال، وامتنعت عن اتخاذ قرارات انفعالية تحت ضغط الجماهير، حفاظًا على استقلالية القرار الفني. وقررت الإدارة منذ فترة إنهاء العلاقة مع المدرب، لكن تم تأجيل الإعلان الرسمي لتفادي منح الانطباع بأن قرار الإقالة جاء استجابة مباشرة للضغط الشعبي، ولضمان خروج مشرف يحفظ للطرفين ماء الوجه.
ويأتي هذا القرار في إطار خطة شاملة لإعادة بناء الفريق تحضيرًا لخوض تحديات قارية جديدة، أبرزها دوري السوبر، الذي تسعى فيه الإدارة لتقديم نسخة قوية من الفريق تمثل السودان بصورة مشرفة. وتعتبر الإدارة أن التغيير الفني بات ضرورة ملحّة تتطلب ضخ دماء جديدة تستطيع مواكبة طموحات النادي المستقبلية.
فلوران إيبينغي يغادر الهلال بعد تجربة امتدت لثلاث سنوات، مزجت بين النجاحات المحلية وخيبات الأمل الإقليمية، ليطوي معها صفحة فنية مهمة في تاريخ النادي. وتحرص إدارة الهلال على إنهاء العلاقة بطريقة ودّية تليق بمكانة المدرب وما قدمه للنادي، وسط توقعات بصدور بيان رسمي يتضمن عبارات الشكر والتقدير.
في الوقت نفسه، بدأت إدارة الهلال في وضع اللمسات الأولى على ملف التعاقد مع مدرب جديد لقيادة الفريق في المرحلة القادمة، وسط ترقب جماهيري كبير لاسم المدرب المقبل، وتطلعات بأن تحمل الفترة المقبلة هوية فنية مغايرة تعيد الفريق للمنافسة بقوة على الصعيد القاري، وتوازي حجم الاستثمارات التي يبذلها النادي سنويًا في سبيل تحقيق طموحات جماهيره.
