
رحيل وزير سوداني بارز
متابعات _ الهدهد نيوز _فُجعت الأوساط السياسية والدينية في السودان، صباح اليوم الخميس، الموافق 5 يونيو 2025، بوفاة المهندس عثمان عبد الوهاب، وزير الطاقة والتعدين الأسبق، وأحد أبرز رموز الحركة الإسلامية التاريخية في البلاد، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض أثناء تلقيه العلاج في المستشفى السويسري بالعاصمة المصرية القاهرة.
ويُعد المهندس الراحل من الشخصيات البارزة في تاريخ العمل التنفيذي والسياسي السوداني، حيث شغل منصب وزير الطاقة والتعدين خلال فترة التسعينيات، وارتبط اسمه بانطلاقة مشروعات استخراج البترول السوداني، التي شكلت لاحقًا تحوّلًا اقتصاديًا مفصليًا في مسار الدولة السودانية. وقد لعب دورًا محوريًا في تأسيس البنية التحتية لقطاع الطاقة، الذي أصبح أحد أهم مصادر الدخل القومي في البلاد آنذاك.
وعُرف الفقيد بانتمائه العميق للحركة الإسلامية، حيث كان أحد قياداتها التاريخية وعضوًا بارزًا في حزب المؤتمر الشعبي، وظل فاعلًا في الساحة السياسية والفكرية لعقود، مشاركًا في عدد من المشاريع الوطنية والتنظيمية التي هدفت لتعزيز الهوية الإسلامية في مؤسسات الدولة السودانية.
وقد نعت الحركة الإسلامية السودانية في بيان رسمي رحيل أحد رموزها، واصفة إياه بأنه “رجل دولة من الطراز الأول، ومجاهد بالفكر والعمل، وهب حياته لخدمة الدين والوطن”، مشيرة إلى رمزية توقيت وفاته، الذي صادف يوم عرفة، وهو من أعظم أيام العام الهجري، ما يُعدّ بحسب الكثيرين دلالة خاصة في الوعي الديني الشعبي.
كما أعربت قيادات من مختلف الاتجاهات السياسية والدعوية، إضافة إلى رفاق دربه وتلاميذه، عن حزنهم العميق، مستذكرين مواقف الرجل وتواضعه واستقامته، ودوره في صون القيم الوطنية والإسلامية في أحلك الظروف التي مر بها السودان.
وبينما يواصل ذوو الفقيد الترتيبات الخاصة بنقل جثمانه من القاهرة إلى الخرطوم، تصاعدت دعوات شعبية وسياسية تطالب بدفنه في السودان تكريمًا لتاريخه الطويل، ووفاءً لما قدمه من خدمات في ميادين السياسة والدعوة والخدمة العامة.
وتأتي هذه الخسارة في وقت يعاني فيه السودان من ظروف سياسية وأمنية شديدة التعقيد، ما يزيد من أثر الفقد في نفوس تيارات عديدة، لا سيما الإسلامية منها، التي كانت ترى في الراحل قامة مرجعية تمثل الثبات والرؤية العميقة وسط متغيرات الداخل والخارج.
الراحل وُلد وتعلّم في السودان، وتخرّج في كلية الهندسة، قبل أن يتخصّص في مجالات الطاقة، حيث برز مهنيًا وإداريًا، حتى تقلّد عدة مناصب حكومية عليا، من بينها وزارة الطاقة والتعدين، وشارك في عدد من المؤتمرات والفعاليات الوطنية والإقليمية والدولية.
هذا، ومن المرتقب أن تُعلن أسرة الفقيد والحركة الإسلامية في السودان تفاصيل مراسم التشييع والجنازة خلال الساعات القادمة، في وقتٍ تتواصل فيه رسائل العزاء من مختلف مكونات المجتمع السوداني داخل البلاد وخارجها.