لماذا يراقب طاقم الطائرة نوع حذائك عند الصعود؟
منوعات _ الهدهد نيوز _ قد تبدو نظرات أفراد طاقم الطائرة أثناء صعود الركاب روتينية أو بهدف التحقق من التذاكر والمقاعد، غير أن هناك سببًا أكثر أهمية وخطورة يقف وراء هذه الملاحظة الدقيقة، يتمثل في متابعة نوع الحذاء الذي يرتديه كل راكب، وذلك كجزء من إجراءات السلامة المعتمدة على متن الطائرات.
الأحذية ودورها في حالات الطوارئ
في حالات الطوارئ الجوية، يصبح الوقت عاملًا حاسمًا، إذ يُطلب من الركاب مغادرة الطائرة خلال ثوانٍ معدودة عبر مزالق الطوارئ القابلة للنفخ. هنا، يمكن أن يصبح الحذاء الذي ترتديه أداة لإنقاذك… أو سببًا في تعثرك. فالأحذية ذات الكعب العالي، أو النعل الزلق، أو حتى الأحذية الضخمة والثقيلة، يمكن أن تُعيق الإخلاء، أو تتسبب في تمزق المزالق المصنوعة من مواد مرنة وسريعة التفاعل.
ولذلك، توصي منظمات السلامة الجوية والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بعدم ارتداء الأحذية الحادة أو غير المناسبة، خاصة أثناء الإقلاع والهبوط، حيث ترتفع احتمالات الطوارئ في هاتين المرحلتين.
البعد الصحي والراحة الجسدية
جانب آخر يجعل من اختيار الحذاء أمرًا حيويًا أثناء الطيران، وهو الصحة الشخصية. ففي الرحلات الطويلة، ومع بقاء الركاب في وضعية الجلوس لساعات، ترتفع مخاطر التعرض لمشكلات صحية كـ”الخثار الوريدي العميق”، وهي حالة ناتجة عن بطء تدفق الدم في الأوردة. ارتداء الأحذية الضيقة أو غير المريحة قد يزيد من احتمال الإصابة بهذه الحالة، ما يجعل الحذاء المريح والواسع نسبيًا أمرًا ضروريًا للوقاية.
النظافة داخل المقصورة
يتعلق سبب آخر بضرورة اختيار الحذاء الملائم بالنظافة العامة داخل الطائرة. كثير من الركاب يخلعون أحذيتهم أثناء الرحلة، لا سيما من يرتدون الصنادل أو الشباشب، ويقوم البعض بالتجول حفاة في المقصورة، بما في ذلك قرب دورات المياه. هذا السلوك قد يؤدي إلى تعرضهم لأسطح غير نظيفة أو ملوثة، ويؤثر سلبًا على صحة وسلامة جميع الركاب.
توصيات مهمة للمسافرين
حرصًا على السلامة العامة والراحة الشخصية، ينصح خبراء الطيران بالآتي:
- ارتداء أحذية مغلقة وسهلة الخلع عند الحاجة.
- تجنب الكعب العالي، الأحذية المعدنية أو الثقيلة.
- إبقاء الحذاء في القدم خلال الإقلاع والهبوط والمطبات الجوية.
- استخدام الجوارب النظيفة إذا رغبت في خلع الحذاء خلال الرحلة.
فما يبدو سلوكًا بسيطًا من أفراد الطاقم، هو في الواقع جزء من مهام معقدة تهدف إلى تقييم مدى جاهزية الركاب للتصرف أثناء الطوارئ. هؤلاء الموظفون ليسوا مجرد مقدمي خدمات، بل هم عنصر أساسي في منظومة السلامة التي تنقذ الأرواح في السماء.
