
ميناء بورتسودان يستقبل شحنة أميركية ضخمة
متابعات _ الهدهد نيوز _ أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن وصول شحنة مساعدات غذائية جديدة إلى السودان، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من تدهور الوضع الإنساني بسبب الحرب المستمرة. وذكرت مصادر رسمية أن الشحنة، التي بلغت حمولتها 32.5 ألف طن من القمح، وصلت إلى ميناء بورتسودان، لتسهم في دعم الأمن الغذائي وتخفيف حدة المجاعة التي تهدد الملايين من السكان في مختلف أنحاء البلاد.
ووفقًا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، فإن هذه الكمية من القمح كافية لتوفير الغذاء لأكثر من ثلاثة ملايين شخص لمدة شهر كامل، مما يبرز أهمية هذه المساهمة في هذا التوقيت الحرج الذي تعاني فيه شرائح واسعة من المواطنين من انعدام الأمن الغذائي، نتيجة للصراع الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والذي أدى إلى نزوح ملايين الأسر وانهيار قطاعات خدمية رئيسية مثل الصحة والتعليم والإمداد الغذائي.
وقد تمت هذه الخطوة بالتنسيق الكامل بين الحكومة الأميركية وبرنامج الأغذية العالمي، حيث جرى الترتيب لتسليم الشحنة من خلال ميناء بورتسودان، الذي يُعد البوابة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية الدولية إلى السودان منذ اندلاع الحرب، خاصة بعد أن أصبحت بقية الموانئ غير صالحة للاستخدام بسبب وقوعها في مناطق تشهد اضطرابات أو خضوعها لسيطرة قوات غير حكومية.
من جهتها، أكدت السفارة الأميركية بالخرطوم التزام الولايات المتحدة بدعم الشعب السوداني في هذه المرحلة العصيبة، مشددة على ضرورة أن تتعاون جميع الأطراف من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة دون تأخير أو عراقيل، لضمان استفادة المحتاجين الفعليين منها. كما دعت السفارة المجتمع الدولي إلى زيادة حجم الدعم المقدم للسودان، خصوصًا في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد السكان المتأثرين بانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
ويأتي هذا الدعم الأميركي في سياق تحركات إغاثية متواصلة لتقليل تأثير الأزمة، إذ تشير التقارير إلى أن أكثر من 20 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجات متفاوتة، وأن الأوضاع مرشحة للمزيد من التدهور إذا لم يتم التدخل العاجل بجهود إنسانية فعالة ومنسقة. وتواجه منظمات الإغاثة تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتأثرة، بسبب انعدام الأمن والقيود المفروضة على التنقل، فضلًا عن نقص التمويل والموارد اللوجستية.
وتشير هذه المساعدات إلى استمرار التزام الولايات المتحدة بالمساهمة في جهود الاستقرار الإنساني في السودان، رغم تعقيدات الوضع السياسي والأمني. وتُعد شحنة القمح الأخيرة واحدة من أكبر شحنات الدعم الغذائي التي تصل البلاد منذ بداية الحرب، ما يمنح بارقة أمل للملايين من المواطنين الذين يكافحون من أجل تأمين أبسط مقومات الحياة اليومية.