
في أول تصريح له بعد تعيينه رسمياً.. كامل إدريس يفاجئ السودانيين بإعلان غير مسبوق
الخرطوم – الهدهد نيوز
في خطوة اعتُبرت لافتة وغير مسبوقة في تاريخ العمل التنفيذي بالسودان، أعلن رئيس الوزراء السوداني المعيّن حديثاً، الدكتور كامل الطيب إدريس، عن تنازله الكامل عن أي مخصصات مالية أو سكن حكومي خلال فترة توليه المنصب، مؤكداً عزمه على خدمة البلاد بروح تطوعية خالصة بعيدًا عن الامتيازات الرسمية.
وقال إدريس، في أول تصريح له عقب صدور المرسوم الدستوري بتعيينه، إنه سيلتزم بالإفصاح عن ذمته المالية بالكامل قبل أداء القسم الدستوري، مشيرًا إلى أن هذا النهج من الشفافية والمساءلة سيمتد ليشمل أيضًا جميع أعضاء الحكومة المزمع تشكيلها.
ويعد هذا التصريح بمثابة رسالة مباشرة إلى الشارع السوداني، مفادها أن المرحلة المقبلة ستكون قائمة على الشفافية الكاملة ومكافحة الفساد وإعادة بناء الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قد أصدر مرسومًا دستوريًا في وقت سابق، قضى بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء الانتقالي، في إطار المساعي الجارية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية تقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
وقد وجّه مجلس السيادة مؤسسات الدولة المعنية بالعمل على تنفيذ القرار، في وقتٍ تشهد فيه الساحة السياسية السودانية حراكًا واسعًا وردود فعل متباينة تجاه تعيين إدريس، الذي يحظى بقبول محلي ودولي نظرًا لتاريخه المهني والدبلوماسي الطويل.
يُذكر أن الدكتور كامل إدريس يُعد من الشخصيات السودانية البارزة في الساحة الدولية، حيث شغل سابقًا منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، وتميز بمواقفه الوطنية الداعية للإصلاح والديمقراطية، إلى جانب تمتعه بسجل ناصع في مجال الحوكمة ومكافحة الفساد.
وتنتظر الأوساط السودانية الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة الجديدة التي من المتوقع أن تضم شخصيات ذات كفاءة عالية وقدرة على إدارة الملفات السياسية والاقتصادية الشائكة التي تواجه البلاد.