إيطاليا تفتح أبواب الأمل في قلب السودان
الخرطوم – الهدهد نيوز – كشف مدير منظمة الطوارئ الإيطالية، ماتيو دالونزو، في تصريحٍ خاص أدلى به عقب لقائه مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم ظهر الأحد 18 مايو 2025، أنّ المنظمة شرعت فعليًا في خطة توسعية جديدة تهدف إلى تعزيز وجودها الإنساني بالسودان عبر إنشاء فروعٍ ميدانية في ولايات سنار وكسلا ونهر النيل، استجابةً للطلب المتنامي على الخدمات الصحية المجانية في مناطق تأثّرت بنزوح واسع ونقص مزمن في الكوادر والإمدادات.
وأوضح دالونزو أنّ المشروع يتضمن تجهيز عيادات طوارئ ثابتة ووحدات متنقلة مجهزة بأقسام جراحة مصغرة وغرف إنعاش، إلى جانب برامج تدريب للفنيين لضمان استدامة الخدمة، مبرزًا أن المنظمة واصلت على مدى العامين الماضيين تشغيل مستشفى السلام للقلب ومستشفى الأطفال بحي مايو جنوبي الخرطوم دون انقطاع، رغم تحديات الإمداد والتأمين التي فرضتها الحرب،
حيث استقبل المستشفيان أكثر من 28 ألف حالة قلبية وطفلية حرجة خلال 2024 وحده، وقدِّمت جميعها مجانًا بدعم متطوعين دوليين ومحليين. ولفت المسؤول الإيطالي إلى أنّ دراسات ميدانية أجرتها فرق المنظمة رصدت ارتفاعًا في نسبة الإصابات المرتبطة بالنزاعات والحوادث في الولايات الثلاث المستهدفة، فضلاً عن تفشٍّ لمرض الملاريا وسوء التغذية الحاد في أوساط الأطفال، ما يستدعي نشر وحدات طوارئ قادرة على التدخل السريع خلال ستة أشهر من الآن. من جانبه أشاد مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم بالتزام منظمة الطوارئ الإيطالية تجاه المجتمع المحلي،
مؤكدًا أنّ الوزارة تعمل على تيسير إجراءات التخليص الجمركي للأدوية والمعدات وتسهيل حركة الطواقم الأجنبية داخل البلاد، مشيرًا إلى أنّ التنسيق الوثيق مع الشركاء يسهم في سد فجوة الأدوية المنقذة للحياة وتحسين بنية الطوارئ بالمستشفيات الريفية. وتعد منظمة الطوارئ الإيطالية، التي تأسست في ميلانو عام 1994، من أبرز الجهات التي تقدم خدمات جراحية وقلبية مجانية في إفريقيا، إذ يدير مستشفى السلام للقلب مركزًا تدريبيًا إقليميًا يستقطب أطباءً من عشر دول،
بينما يوفر مستشفى الأطفال بحي مايو جراحات العظام والحروق والاستسقاء الدماغي بصورة مجانية بتمويل يعتمد على تبرعات فردية ومؤسسية من أوروبا وآسيا. وطبقًا لدالونزو، فقد أُنجزت 72 % من الأعمال التحضيرية اللوجستية لتوسعة سنار، فيما ينتظر فرعا كسلا ونهر النيل موافقة السلطات المحلية على المخططات الهندسية قبل الشروع في مرحلة البناء، وسط توقعات بأن تبدأ العيادات الأولى استقبال المرضى بحلول الربع الأخير من 2025.
ومع استمرار الصراع الداخلي وما خلّفه من تحديات إنسانية، يعوّل آلاف السودانيين على هذه المبادرة لتخفيف الضغط على النظام الصحي المتداعي وتوفير خدمات جراحية وأدوية أساسية باتت نادرة في الأسواق.
