
في مثل هذا اليوم
منوعات _ الهدهد نيوز _ مهند عباس العالم في مثل هذا اليوم من العام 2019، عاش السودان لحظة تاريخية حاسمة حين أعلن وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عوض بن عوف، تنحي الرئيس المشير عمر البشير عن السلطة، ليضع بذلك نهاية لحقبة استمرت ثلاثة عقود من حكمه. جاء هذا الإعلان من داخل القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، وسط حشود ضخمة من المعتصمين الذين كانوا يطالبون برحيل النظام في ساحة الاعتصام، لتشعل لحظة التنحي فرحة عارمة بين المتظاهرين الذين احتشدوا لأسابيع في مطالباتهم بالعدالة والحرية.
التنحي لم يكن مجرد تغيير في رأس السلطة، بل كان بمثابة بداية لتحولات جذرية في المشهد السوداني. تلك اللحظة، التي شهدتها الساحة السياسية في السودان، شكلت نقطة تحول لم تنتهي تداعياتها بعد، إذ أفضت إلى مرحلة انتقالية شهدت تعقيدات وصراعات بين القوى السياسية، في محاولة لبناء دولة مدنية تتجاوز سنوات من الصراع والقمع.
لكن، وفي مفاجأة غير متوقعة، انصدم الشعب السوداني بتقلبات الحرب التي عصفت بالبلاد في السنوات التي تلت. لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يتفاقم الصراع بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير ليأخذ منحى العنف والدمار، مما أدى إلى اندلاع نزاع مسلح بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في 2023، الذي زج بالبلاد في أتون حرب شاملة أثرت على كل جوانب الحياة في السودان.
لقد كان يوم 11 أبريل 2019 بمثابة فصل جديد في تاريخ السودان، فصل يتطلع فيه الشعب السوداني إلى تحقيق تطلعاته في الاستقرار والديمقراطية، لكن هذا الأمل سرعان ما تبدد في ظل الحرب المستمرة اليوم، مما جعل الأمور أكثر تعقيدًا وأصعب من أي وقت مضى.
