
كيكل يكشف تفاصيل مقتل البيشي الغامضة
متابعات _ الهدهد نيوز _ كشف الصحفي السوداني بكري المدني عن تفاصيل غير مسبوقة خلال لقاء جمعه بقائد درع السودان، أبو عاقلة كيكل، في لقاء وُصف بالشفاف والصريح، تم خلاله طرح تساؤلات ظلّت عالقة في أذهان الكثيرين منذ إعلان انضمام كيكل لقوات الدعم السريع، ثم خروجه المفاجئ منها.
وأوضح المدني، في منشور مطوّل على صفحاته، أن شعوراً بعدم اتساق الرواية الرسمية رافقه منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها كيكل انضمامه للدعم السريع وحتى لحظة تأكيد خروجه منها، قائلاً إنه ظل يرسل إشارات وتساؤلات متفرقة عبر منشوراته حول الملابسات المحيطة بهذه الخطوة، وهي الإشارات التي ربما دفعت من يُطلق على نفسه نائب كيكل على وسائل التواصل للتواصل معه، الأمر الذي دفعه بدوره لإخطار السلطات الأمنية تحسباً لأي موقف مفاجئ خلال تحركاته الصحفية.
اللقاء مع كيكل جرى في مدينة مدني، بحضور عدد من الصحفيين والزملاء، حيث سارع المدني إلى طرح أسئلته مباشرة على القائد، متسائلاً عن أسباب سقوط مدينة مدني، وعن الظروف التي أحاطت بمقتل القائد المعروف “البيشي”، وكذلك عن طبيعة العلاقة مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وإمكانية لقائه برئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم في بورتسودان.
وحول سقوط مدني، أكد كيكل أن المدينة لم تسقط بسبب قوة الخصم بل نتيجة خيانة من بعض من كانوا بالجزيرة ممن وصفهم بالخونة والطوابير. كما أثنى بشكل غير متوقع على اللواء أحمد الطيب، رغم وجود خلافات سابقة بينهما، مشيداً بأمانته، وهو ما اعتبره المدني دليلاً على أن الجيش السوداني لا يزال بخير.
أما فيما يخص مقتل البيشي، فقد أشار كيكل إلى أن الوفاة وقعت بعد إصابة مباشرة ببرميل متفجر ألقي من طائرة أنتونوف، وأكد أنه لم يكن على علم بالتفاصيل الدقيقة إلا في اليوم التالي عندما أخبره بها عبد الرحيم دقلو. وقد لاحظ المدني خلال حديث كيكل عن البيشي أن نبرة الأسى كانت حاضرة، وكأن الرجل ما زال متأثراً بما حدث، رغم اختلافه مع مسار المليشيا الذي أدرك حقيقته – بحسب تعبير المدني – متأخراً.
وفيما يتعلق بلقاء كيكل بحميدتي، أوضح أنه كان قد التقى به قبل خروجه من الدعم السريع بأيام قليلة، ربما قبل 12 يوماً تقريباً، مشيراً إلى أن خروجه من الخرطوم كان معروفاً لدى البعض قبل دخول كيكل إلى المدينة، في حين اعتبر المدني أن إعادة الإعمار بعد هذا كله هو أمر بيد الله وحده.
وفي مشهد لافت، قال المدني إنهم وصلوا إلى مقر إقامة كيكل فوجدوا وفداً من قادة الحركات المسلحة قد سبقهم في الزيارة، مشيراً إلى أن كيكل سيواصل لقاءاته مع قادة حركات أخرى من بينها الدكتور جبريل إبراهيم. وتساءل المدني: “لم لا؟”، مشيراً إلى أن الرجل يبدو مستعداً لفتح قنوات حوار مع مختلف الفاعلين في الساحة السياسية والعسكرية.
واختتم المدني منشوره بالإشارة إلى حوار جانبي دار بينه وبين كيكل، قال فيه إنه نصح القائد بضرورة توسيع نطاق وجود قوات درع السودان لتشمل مناطق النيل الأبيض، نهر النيل، والشمالية. فرد كيكل بأنه قد وصل حتى شمال كردفان، واستقبل مؤخراً قائد لواء نهر النيل العمدة عبدالباسط، كما أشار إلى أن أزهري المبارك ينتمي إلى منطقة الشمالية. وأضاف كيكل بنبرة حاسمة: “أنا مستعد أكون مجرد حرس إذا كان ذلك سيساهم في توحيد هذه القوات”، وهو ما دفع المدني للتعبير عن أمنيته بأن يواصل كيكل السير في هذا الاتجاه.