
الغارديان البريطانية: عن البرهان
متابعات _ الهدهد نيوز _ قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الحرب السودانية، التي تدخل عامها الثالث، تمثل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مشيرة إلى أن البلاد تعيش حالة مأساوية تتجلى في مقتل مئات المدنيين وتشريد الملايين، وسط غياب واضح لأي حلول سياسية تلوح في الأفق.
ووصفت الصحيفة في تقرير حديث لها رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بأنه “الزعيم الفعلي” للسودان، في إشارة إلى موقعه المحوري في المشهد السياسي والعسكري منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وبحسب التقرير، فإن ما بدأ كنزاع على السلطة بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، سرعان ما تحول إلى حرب طاحنة شملت مختلف أنحاء البلاد، وأسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى، إلى جانب موجات نزوح جماعية وانهيار شبه تام للخدمات العامة.
وحمّلت الصحيفة المجتمع الدولي، وخاصة القوى الإقليمية، مسؤولية تفاقم الأوضاع، مشيرة إلى أن دولاً مثل الإمارات متهمة بتقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع، فيما تحتفظ مصر والمملكة العربية السعودية بعلاقات وثيقة مع قيادة الجيش السوداني.
كما سلطت الضوء على ما وصفته بـ”مذبحة المدنيين” في معسكرات النازحين بإقليم دارفور، وذكرت أن منظمات إغاثة دولية وعلى رأسها لجنة الإنقاذ الدولية، تؤكد أن نحو 640 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة في السودان، في ظل تدهور حاد في البنية التحتية وتوقف الخدمات الحيوية.
الصحيفة نقلت عن الناشطة السودانية داليا محمد عبد المنعم قولها: “منذ اليوم الأول، كان واضحًا أن هذه حرب ضد المدنيين… والآن، يبدو أننا أصبحنا غير مبالين، وكأن الأمر لم يعد يُحدث فرقًا”.
وفي تطور خطير، أعلنت قوات الدعم السريع مؤخرًا عن تشكيل حكومة موازية، مما يهدد بمزيد من التشرذم ويعزز المخاوف من احتمال تقسيم البلاد فعليًا، لا سيما بعد استعادة الجيش لبعض المواقع الحيوية في العاصمة الخرطوم.
وتابعت الصحيفة أن تداعيات الحرب لا تقتصر على الداخل السوداني، بل طالت دول الجوار، مثل تشاد التي تستقبل أعدادًا متزايدة من اللاجئين، وجنوب السودان الذي يواجه خطر الانزلاق نحو حرب أهلية بسبب توقف صادرات النفط التي تمر عبر السودان، إلى جانب اشتداد التوترات في منطقة القرن الإفريقي.
ورغم هذه التحديات الهائلة، ترى الصحيفة أن الاستجابة الدولية ما تزال دون المستوى المطلوب. وأشارت إلى أن مؤتمر لندن الأخير حول السودان لم ينجح في إقناع الدول العربية، وعلى رأسها الإمارات، بتبني موقف موحد يسهم في إطلاق مسار سياسي حقيقي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بدعوة المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية للوضع الإنساني المتفاقم في السودان، محذرة من أن تجاهل الكارثة سيؤدي إلى تداعيات كارثية إقليمية ودولية يصعب احتواؤها لاحقًا.