إعلان
اخبار

أطفال في الجبهات وقاصرات في الزفاف.. التعليم ينهار

متابعات _ الهدهد نيوز

إعلان

أطفال في الجبهات وقاصرات في الزفاف.. التعليم السوداني ينهار

إعلان

 

 

إعلان

بورتسودان ـ الهدهد نيوز _ 10 مايو 2025 _ أعربت معلمات سودانيات عن قلقهن العميق إزاء الأوضاع المأساوية التي يعيشها الطلاب والطالبات في ظل توقف العملية التعليمية نتيجة النزاع المسلح الدائر في السودان منذ أكثر من عام، والذي ألحق أضراراً جسيمة بالقطاع التربوي وأدى إلى تفشي ظواهر خطيرة تهدد مستقبل الأطفال والشباب، مثل الزواج القسري والتجنيد الإجباري والتسرب الجماعي من المدارس.

 

إعلان

 

جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية نظمتها حملة “نساء ضد الظلم” مساء الجمعة، تحت عنوان “المجد للساتك”، شاركت فيها نخبة من المعلمات والناشطات التربويات، حيث سلطت الضوء على الواقع المؤلم للتعليم في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وذكرت المعلمة خالدة صابر، خلال مداخلتها في الندوة، أن توقف الدراسة دفع بعض الأسر إلى تزويج بناتهن القاصرات خشية تعرضهن للعنف الجنسي من قبل عناصر مسلحة، مؤكدة أن عدداً من هذه الزيجات جرت تحت الإكراه أو تحت تهديد السلاح، بل وتم تزويج القاصرات إلى جنود ومقاتلين بهدف ما وصفته العائلات بـ”الحماية”.

 

 

 

وأضافت خالدة أن الانقطاع الطويل عن التعليم أسهم في تجنيد عدد كبير من الطلاب الأكبر سناً من قبل طرفي النزاع، وهو ما يشكل خطراً داهماً على مستقبلهم، مشيرة إلى أن الحرب دمرت أو عطلت قرابة ألف مدرسة، بعضها تحوّل إلى مراكز إيواء للنازحين أو استخدم كمقار عسكرية. كما لفتت إلى أن نحو 17 مليون تلميذ أصبحوا خارج مقاعد الدراسة، فيما اضطر أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة إلى النزوح أو اللجوء خارج البلاد، وهو ما تسبب في انهيار البنية التعليمية في غالبية المناطق المتأثرة.

 

 

ونبّهت خالدة إلى أن عدداً كبيراً من المعلمين هجَروا مهنة التدريس واتجهوا إلى أعمال هامشية لتأمين سبل العيش، بعد انقطاع رواتبهم لأكثر من عام، مؤكدة أن أكثر من 250 ألف معلم لم يتسلموا مستحقاتهم المالية رغم استمرار صرف المرتبات في بعض الولايات مثل الشمالية والبحر الأحمر. وأشارت إلى أن الأزمة لم تتوقف داخل السودان فحسب، بل امتدت إلى دول الجوار التي استقبلت طلاباً لاجئين، حيث يعاني التلاميذ من صعوبات لغوية ونفسية، لا سيما في أوغندا، إذ يُرغم الطلاب الأكبر سناً على العودة إلى فصول دراسية أدنى من أعمارهم، مما يسبب لهم حرجاً نفسياً ويؤثر على دافعيتهم.

 

 

 

وفي السياق ذاته، أكد سامي الباقر، المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين، أن واحدة من أبرز الإشكاليات التي أفرزها النزاع تتمثل في صعوبة تنظيم امتحانات الشهادة السودانية بصورة موحدة، حيث جرت الامتحانات في عام 2023 في مناطق محددة فقط، ما ساهم في تعميق الانقسام بين الطلاب على أساس جغرافي واجتماعي، كما اتهم قوات الدعم السريع بمحاولة إفشال الامتحانات عبر منع الطلاب من الوصول إلى مراكز الاختبار، محذراً من تكرار هذه الانتهاكات في العام 2024، ومطالباً بتدخل دولي يضمن سلامة العملية الامتحانية ويمنع استهداف المؤسسات التعليمية.

 

 

 

وشدد الباقر على ضرورة وضع خطة وطنية شاملة لإصلاح التعليم في السودان، بمشاركة مختلف الجهات ذات الصلة، وأن تستند هذه الخطة إلى تجارب دول مرت بظروف مماثلة، داعياً إلى إعادة الاعتبار لمكانة المعلم وتوفير الحوافز الضرورية لضمان استقراره في المهنة. وفي ختام الندوة، طالبت المشاركات بضرورة صرف رواتب المعلمين بصورة عاجلة، والتأكيد على أن استمرار العملية التعليمية هو السبيل الوحيد لحماية الأطفال من التجنيد والزواج المبكر، كما دعون إلى دعم التعليم الدامج لذوي الإعاقة وتوفير بيئة تعليمية آمنة وشاملة لهم، في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى