
أردول يكشف تورط الصين
متابعات _ الهدهد نيوز _ أثار إعلان السفارة الصينية في السودان عن مغادرة رعاياها مخاوف وتساؤلات واسعة حول خلفيات هذا القرار، خاصة في ظل تصاعد الجدل بشأن استخدام أسلحة وتقنيات صينية في النزاع الداخلي بالسودان، وتحديدًا من قبل قوات الدعم السريع.
وبحسب مصادر وتقارير متداولة، فإن بعض أنواع الطائرات المسيّرة والأسلحة التي استُخدمت في العمليات العسكرية الأخيرة داخل البلاد يُعتقد أنها مصنوعة من قبل شركات صينية متخصصة في الصناعات الدفاعية، أبرزها شركة “نورينكو”، إحدى أكبر المؤسسات الحكومية الصينية العاملة في هذا المجال. وتفيد تقارير بأن الشركة تملك استثمارات في قطاع التعدين داخل السودان، خاصة في ولاية نهر النيل.
ويشير محللون إلى أن الطائرات المسيّرة المتقدمة، والتي يعتقد أنها لعبت دورًا بارزًا في الهجمات الأخيرة، يتم التحكم فيها بتقنيات متطورة قد ترتبط مباشرة بالأقمار الصناعية، مما يثير تساؤلات حول إمكانية وقف استخدامها أو تتبع مصدر تشغيلها.
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه بكين أي تصريح رسمي يؤكد أو ينفي هذه المزاعم، يرى مراقبون أن مغادرة الرعايا الصينيين من السودان جاء كخطوة احترازية، على خلفية تصاعد الغضب الشعبي تجاه دور الشركات الصينية في الأزمة، لا سيما بعد الأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية في عدة مدن، من بينها بورتسودان.
ويحذر متابعون من أن أي تصعيد شعبي ضد المصالح الصينية في السودان قد يضع بكين في موقف حرج، خاصة في ظل حرصها على تقديم نفسها كحليف استراتيجي لدول الجنوب، ومن أبرز مؤسسي حركة عدم الانحياز، فضلاً عن موقعها في تحالف “البريكس” الذي يسعى إلى بناء نظام عالمي جديد مغاير للهيمنة الغربية.
ويرى خبراء أن على الحكومة الصينية اتخاذ إجراءات أكثر صرامة فيما يخص مراقبة صادراتها الدفاعية، وضمان عدم استخدامها في النزاعات الداخلية أو بما يخالف السياسات الرسمية للصين تجاه الدول الأفريقية، وذلك لتفادي الإضرار بصورتها العالمية كقوة مناهضة للتدخلات الغربية.