
توتر دبلوماسي جديد بين السودان وكينيا
متابعات _ الهدهد نيوز _ شهدت العلاقات بين جمهورية السودان وجمهورية كينيا تصاعدًا ملحوظًا في التوتر، على خلفية اتهامات وجهتها القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية إلى الحكومة الكينية، تتعلق بما وصفته بـ”تدخل سافر” في الشأن الداخلي السوداني ودعمها لقوى سياسية وعسكرية معارضة.
وأعربت الحكومة الكينية، عبر بيان صادر عن وزارة خارجيتها، عن “قلقها الشديد” إزاء هذه الاتهامات التي نُسبت للقوات المسلحة السودانية، معتبرة إياها “مزاعم لا تستند إلى أدلة ملموسة”، و”انتقادات غير مبررة”، مشددة على أن كينيا تلتزم بدورها كوسيط محايد ضمن جهود الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد) الهادفة لحل النزاع المستمر في السودان منذ أبريل 2023.
وكانت السلطات السودانية قد وجهت انتقادات لاذعة إلى نيروبي، متهمة إياها بـ”تشجيع الانقسام”، وذلك بعد استضافة كينيا لاجتماعات حضرها ممثلون لقوى متحالفة مع قوات الدعم السريع، والتي تسعى بحسب الحكومة السودانية إلى تشكيل سلطة موازية في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات.
في المقابل، أكدت الخارجية الكينية أن استضافة اجتماعات أو فعاليات نقاشية لا تعني بأي حال من الأحوال تبنيها لما يطرح خلالها، نافية أي دعم لتشكيل ما وصفتها بـ”حكومات منفى”، ومؤكدة أن تحركاتها تأتي في إطار تقديم منصة للحوار بين الأطراف السودانية، ضمن سعيها لوقف الحرب الدائرة وحماية المدنيين.
وشددت نيروبي على التزامها بالقرارات الإقليمية والدولية التي تحث على التسوية السلمية للنزاعات، لافتة إلى أنها ستواصل التنسيق مع المجتمع الدولي للضغط نحو إنهاء الصراع في السودان، بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
في سياق التصعيد، اتخذت الحكومة السودانية عدة خطوات دبلوماسية واقتصادية، شملت استدعاء سفيرها من العاصمة الكينية نيروبي، بالإضافة إلى وقف استيراد الشاي الكيني، وهي خطوة تعكس حجم التوتر الذي وصل إليه مسار العلاقات بين البلدين.
هذا التوتر يعكس هشاشة الوضع الإقليمي المحيط بالأزمة السودانية، التي لا تزال مستمرة منذ أكثر من عام، وسط جهود متعددة للوساطة لم تُثمر حتى اللحظة عن تسوية شاملة للنزاع الدموي الذي أدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة ونزوح الملايين.