محمد ناجي الأصم يخرج عن صمتة ويهاجم الدعم السريع
الهدهد نيوز _ محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع بلا مشروع حقيقي وبدعم إماراتي لتنفيذ أجندات انفصالية

متابعات _ الهدهد نيوز _ في تدوينة جديدة له، تناول محمد ناجي الأصم واقع حكومة الدعم السريع القادمة، مشيرًا إلى أنها تفتقر تمامًا إلى أي مشروع حقيقي يمكن أن يخدم مصالح الشعب السوداني. وأوضح الأصم أن الحكومة التي سيقودها الدعم السريع لن تكون أكثر من واجهة سياسية لا تعني ما سيُكتب في أوراقها أو تُعلنه في بياناتها أي شيء ذو قيمة.
وأوضح الأصم أن الدعم السريع سيواصل اعتماده على الأساليب نفسها التي اتبعها طوال فترة وجوده في المشهد السياسي، مثل استخدام مليشياته المسلحة، وأموال الذهب المهرب، وأموال المواطنين التي يحصل عليها من الغنائم. كما أن الدعم السريع سيتلقى دعمًا ماليًا ونفوذًا من الإمارات، التي ستكون هي الجهة الرئيسية التي تحدد كل شيء بالنسبة لعبدالفتاح حميدتي ووزرائه. وأكد أن هذه العلاقة ستكون بمثابة خيط أساسي يربط السلطة في السودان بأجندات الإمارات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
وأشار الأصم إلى أن حكومة الجنجويد، التي سيقودها الدعم السريع، ستكون جزءًا من سلسلة المشاريع الانفصالية التي تنفذها الإمارات في دول مثل ليبيا واليمن والصومال. وتتمثل هذه المشاريع في تعزيز مصالح الإمارات الاقتصادية على حساب شعوب هذه الدول، من خلال نهب مواردها الطبيعية وتوسيع نفوذها السياسي والاقتصادي. وأضاف أن الإمارات تسعى لاستخدام هذه الدول كأدوات للمساومة على القضايا الإقليمية الكبرى، متجاهلة مصير هذه الدول وشعوبها، سواء في حال انقسام هذه الدول أو تدميرها.
وبالرغم من ذلك، اعتبر الأصم أن السودان ليس كغيره من البلدان التي تعاملت الإمارات مع حكوماتها بهذه الطريقة. فالسودان شهد منذ بداية الحرب خسارة كبيرة لداعمي الجنجويد من جانب الرأي العام العالمي، حيث كان الدعم الإماراتي بمثابة طوق نجاة لهذه الجماعات المسلحة، لكنه في الوقت نفسه كشف عن الأضرار البالغة التي تعرضت لها الإمارات على مستوى صورتها الدولية. وأضاف الأصم أن الدعم السريع يختلف عن المشاريع الأخرى التي دعمتها الإمارات في المنطقة، فهو ميليشيا عسكرية متهمة بارتكاب أفظع الجرائم الإنسانية، وعلى رأسها الإبادة الجماعية.
وأوضح الأصم أن الدعم السريع بدأ كأداة لحماية النظام البائد من التمرد والانقلابات، إلا أنه مع مرور الوقت تحول إلى قوة متمردة تبحث عن المال والسلطة بلا أي مشروع واضح. وذكر الأصم أن الحرب التي يخوضها الدعم السريع الآن لم تكن إلا سلسلة من المحاولات الفاشلة لتقديم نفسه كمشروع شرعي، بدءًا من حربه المزعومة من أجل الديمقراطية، وصولًا إلى محاربته لما يسمى “دولة 56” الظالمة، ثم تحوله إلى حرب ضد قبيلة أو قبيلتين. واعتبر الأصم أن كل هذه المحاولات لم تكن سوى مساعي يائسة لإضفاء شرعية على مشروعه الأساسي، وهو السيطرة على السلطة في السودان لصالح عائلة حميدتي.
في ختام تدوينته، أشار الأصم إلى أن مشروع الدعم السريع في السودان لا يعدو كونه طموحًا لتحويل البلاد إلى دولة تهيمن عليها قوة عسكرية دون رؤية واضحة للمستقبل أو أي مصالح حقيقية لشعب السودان.