الفاشر تحت الحصار: أكثر من 100 قتيل في موجة جديدة من هجمات الدعم السريع
الهدهد نيوز

متابعات_ الهدهد نيوز _أسفرت سلسلة من الهجمات الجديدة التي شنتها قوات الدعم السريع عن مقتل أكثر من 100 شخص في مناطق مختلفة من ولايتي شمال دارفور خلال الأيام الماضية. حيث استهدفت هذه الهجمات القرى الواقعة شرق وغرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي الأسبوع الماضي، بدأت قوات الدعم السريع في تنفيذ هجمات على عدة قرى في محلية أم كدادة الواقعة شرقي ولاية شمال دارفور، وهي جزء من خطة عسكرية تهدف إلى إحكام السيطرة على مدينة الفاشر وتعزيز الضغوط على سكانها. وقوبلت هذه الهجمات بموجة عنف غير مسبوقة، حيث ارتكبت قوات الدعم السريع جريمة إبادة جماعية في قرية بروش التابعة لولاية شمال دارفور، وفقًا لما أفاد به المتحدث باسم حركة تحرير السودان، الصادق علي النور. وأوضح النور في بيان صحفي أن مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها نفذت هجومًا ضاريًا على القرية، أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني، من بينهم نساء وأطفال وكبار السن، فضلاً عن إصابة العديد بجروح خطيرة. وأضاف النور أن القوات المهاجمة قامت باجتياح كامل للقرية، مما اضطر السكان إلى الفرار بشكل جماعي بحثًا عن الأمان.
كما أظهرت مقاطع فيديو تداولتها منصات تابعة لقوات الدعم السريع مشاهد مرعبة تظهر عملية قتل المدنيين ورميهم في سواتر ترابية تم إقامتها من قبل سكان القرية. وقد أثارت هذه الصور غضبًا واسعًا على مستوى المجتمع المحلي والدولي، في وقت يعاني فيه الشعب السوداني من تفاقم الوضع الأمني والإنساني في العديد من المناطق.
وفي السياق ذاته، نشبت مواجهات عنيفة بين مليشيا قبلية من إثنية البرتي، المعروفة بـ “الشوقارة”، وقوات الدعم السريع في محاولة للحد من تمدد القوات المهاجمة نحو رئاسة محلية أم كدادة، الواقعة شرق مدينة الفاشر. وقد تمكنت هذه المليشيا القبلية من التصدي لمحاولات قوات الدعم السريع للسيطرة على المنطقة، إلا أن الوضع ظل مشحونًا، وسط استمرار الاشتباكات المسلحة.
أما في المناطق الريفية الواقعة غرب الفاشر، فقد شهدت مناطق مثل أبوجربون، قولو، وشقرة أعمال عنف واسعة في الفترة بين 25 و26 يناير 2025. ووفقًا لشهادات محلية، ارتكبت قوات الدعم السريع هناك عمليات قتل ونهب واسعة، كما قامت باعتقال العشرات من الشبان الذين تم اقتيادهم إلى أماكن مجهولة. في الوقت ذاته، أكد شهود عيان أن قوات الدعم السريع ما زالت مستمرة في حشد آلاف المقاتلين المدججين بالأسلحة في المنطقة الغربية من مدينة الفاشر، استعدادًا لشن هجوم جديد قد يستهدف المدينة نفسها في الأيام المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التصعيدات العسكرية تأتي في وقت حساس تشهد فيه مناطق دارفور تدهورًا كبيرًا في الأوضاع الأمنية والإنسانية، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، في ظل غياب أي آفاق للسلام أو تسوية سياسية.