مناوي يغرد .. عذاب الحرب لا يُفارق احد

0

الهدهد نيوز

الظروف القاسية التي فُرضت على شعبنا من تشرد ونزوح ولجوء نتيجة الحرب اللعينة التي تدور رحاها في أجزاء مختلفة من السودان وتتسع رقعتها يوماً بعد يوم.

ملايين الضحايا ممن غادروا منازلهم نحو المجهول أطفال، وكبار سن ومرضى، نساء حُمل ومُرضعات.

منهم من قطعوا مئات الكيلو مترات هروباً من القتل والدمار والاغتصاب والسرقات والتعنيف الغير مبرر ، قلوبنا معهم وهم على الحدود السودانية مع العديد من دول الجوار ،يعانون ويفتقدون إلى الادوية المنقذة للحياة ، وأصحاب الإحتياجات الخاصة، وبعضهم مات في الطريق وهم لاحول لهم ولاقوة.

كان أهل دارفور هم الأكثر تضرراً بعد إشتعال الحرب دمرت قرى بكاملها والخسائر تفوق طاقة البشر وعدد من المدن بكل اسف لم تنجو من الدمار ، لكننا نسعى جاهدين لتوفير ماهو ممكن وإتصالاتنا لم ولن تتوقف من اجل أهلنا في الإقليم بوجه خاص والسودان بوجه عام.

من بين هؤلاء الناس هناك شريحة المبدعين بكل صنوفها في الغناء والشعر والتلحين والموسيقى والمسرح والكُتاب والتشكيليين والسينمائيين والمصورين والرياضيين في كافة ضروب الرياضة.
وهذا لايعني بأي حال تغافلنا عن مشاكل بقية الفئات الاخرى في التعليم والصحة ..الخ…والمجال لن يسع.

تابعنا بألم بالغ مآسي كبار الشعراء والفنانيين ممن خلدوا فنهم في وجدان الشعب السوداني بعد ان تغنوا للشعب والوطن.

يجب أن نولي هؤلاء المبدعين عناية خاصة لأنهم الأكثر إرهافاً وحساسيةً، هم الان تتضاعف معاناتهم بعد أن ضربوا في فجاج الأرض ويمموا أوجههم نحو المجهول وبعضهم مصائرهم مجهولة حتى الآن .

من بين هؤلاء من تجاوز عقده السابع وخلدوا اسمائهم بأنوار الابداع و
هذه هي مبادرتنا وهي أن كل مجموعة من هذه المجموعات لو إنتظمت في عقد لقاءات تشاوريه لان لكل منها خصوصيتها وهم بلاشك يعرفونها أكثر منا ، لكننا نطلق هذه المبادرة علها تكون ضربة بداية ، وبدورهم يقومون بتطويرها ، مثل إقامة الحفلات والمعارض الخيرية ، ويخصصوا ريعها لصندوق دعم المبدعين ، كما ونطلب منهم أن يفتحوا المجالات أمام الآخرين من المؤمنين والمهتمين بقضايا الابداع والمبدعين ليساهم كل منهم حسب طاقته .

نتمنى أن يأتي اليوم الذي يجد فيه مبدعي بلادنا حقوقهم في السكن الفئوي المناسب والضمان الصحي والاجتماعي وكل الاهتمام اللائق.

ونحن على قناعة تامه بأن دوركم الان كبير وإن كانت المساحات ضيقة في بث الوعي وغرس بذور التماسك مابين جموع السودانيين أينما كانوا داخل وخارج السودان ، وظفوا وسائط التواصل برسائل فنيه صغيرة شعراً ومسرحاً وغناء في مراكز الإيواء والملتقيات والتجمعات لأن رسائلكم الان تصل لأكبر عدد من الناس في أسرع وقت وبالتالي تساهمون في رفع الوعي والإستنارة وتقريب وجهات نظر السودانيين أينما كانوا وحثهم على حُب بعضهم البعض والتعاون والتآزر قولاً وفعلاً
الرسائل النصية القصيرة شعراً نثراً فيلماً ونصاً مهمة ومحفزة.
يجب عليكم أن تعدوا عدتكم من الآن ، مستصحبين معكم مقولة ( المعاناة تولد الإبداع ) وعندما تتوقف آلة الحرب والدمار يجب أن تعقبها رسالة الفن الموجه للسلام والحب والتوادد وإحترام التنوع في ظل السودان المتعدد المتساوي مابين شعوبه وثقافته ولاتنسوا شعار شكسبير ( أعطني مسرحاً أعطيك شعباً).

وظفوا المسرح والشعر والموسيقى التي تشفي القلوب والفنون البصرية حيث التشكيل بمدارسه المختلفة حتى نعيد السودان الذي نريده معافيً من أمراض القبيلة والعنصرية والتعالي الديني والجهوي وعدم التفريق بين الناس بسبب اللون أو الجنس. وعندها سيعطي الناس أهل الفن الابداع حقهم لانهم من يترجمون أحاسيس ومشاعر الناس ويخاطبوهم باللغة التي يفهمونها أينما كانوا.

الهدهد نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.