العميد أبوهاجة يكتب : وزن البلاد بجيشها “1”
العميد أبوهاجة يكتب : وزن البلاد بجيشها “1”
التغيرات التي حدثت في النيجر والجابون والتي سبقتها تغيرات أخري تبدو في ظاهرها أنقلابات لأنها ينطبق عليها التعريف الحرفي للانقلابات، إذا اعتمدنا تعريف استيلاء الجيش علي السلطة بالقوة، لكن بإعادة البصر كرة أخري والبحث في جذور الأزمة نجد أن أساسها مرتبط بقضية جوهرية وهي إنتفاضة الشعوب وغضبها وثأرها لأجل حقوقها في العيش الكريم، والإرادة الحرة، ووقف نهب ثرواتها، مع تغيبها وتخديرها ومصادرة قرارها .
صحيح أن القضية في ظاهرها إنقلابات لكن باطنها يكشف عن ثورة سببها مظالم تاريخية ومطالب مشروعة للشعوب شاهدنا الجماهير تحمل قادة الانقلابات علي رؤوسها وتتجول محتفلة بهم في شوارع المدن، وآخرين يمسكون بأرجل العسكريين في منظر يجسد عمق الحب والثقة والأمل المعقود في العسكريين بأن يحفظوا الأمن ويمسحوا دمعة الباكيات اللائي عشن عقوداً من القهر والظلم .
إنه كيان القوات المسلحة الذي يتهرب (المنظراتية) من الساسة حتي اليوم من إيجاد وضع لائق له في المعادلة السياسية . الديمقراطية ليست غاية إنما هي وسيلة فقط،وهي واحدة مما توصلت إليه البشرية في أنظمة الحكم ولكنها ليست نهاية المطاف، بالطبع ذاك لايمنع العقل البشري من أن يبحث لإيجاد وصفة مناسبة تضع في الاعتبار القوات المسلحة عنصرا أسياسيا في الحكم طالما أنها أمل الشعوب حتي من باب الديمقراطية نفسها يتحدث البعض عن حزب القوات المسلحة..
القوات المسلحة – بالطبع- ليست حزباً سياسياً، لكن لا يمكن تجاوزها في التعقيدات الامنية والمجتمعية والمطامع الإقليمية والدولية .
الواقع يحكم بألا يتفرغ الجيش للعمل السياسي، ويترك مهامه وواجباته، لكن الواقع نفسه يقر أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي تلتف حولها كل الشعوب وتعلق عليها كل تطلعاتها ووجودها ، لا سيما في إفريقيا السمراء.
ما تجلى في مالي وبوركينافاسو ثم النيجر والجابون، يمثل قصصا وعبرا تمثل امتدادا طبيعيا لثورات التحرر الإفريقي .
روايات فصولها حبلي بالدم والدموع والكفاح لأجل المستقبل الزاهر الذي ارتكز علي مؤسسة الجيش الوطني
أنقلابات الأفارقة صحوة ضد التدخل الاجنبي بكل اشكالة سفاراته عملائةوكلائة، فمتي نصحو لنوقف التدخل الأجنبي ؟
أنتهي زمن سطوة الخارج، وجاء دور العزة الوطنية.
رحم الله المرحوم العقيد إبراهيم سيد أحمد القائل:
وزن البلاد بجيشها
والجيش قاعدة البناء
والجيش ترياق الحياة
وكل أسباب البقاء