تفاصيل مثيرة في محاكمة أكبر شبكة حشيش أفغاني
أزاح المتحري الستار للمحكمة أمس، وكشف لها تفاصيل مثيرة عن القبض على أكبر شبكة إجرامية تتألف من (15) متهماً تنشط في توزيع والاتجار بالحشيش الأفغانى المخدِّر بالبلاد .
طلب شطب الدعوى
فى مستهل جلسة الأمس، تقدم ممثل دفاع أحد المتهمين بطلب محكمة مكافحة الإرهاب (2) بمجمع محاكم جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي محمد سرالختم عثمان، التمس من خلاله شطب الدعوي والإفراج عن المتهمين وذلك لغياب المبلغ عن المثول بجلسة المحكمة بالرغم من إعلانه بموعدها وذلك استناداً لنص المادة (141/2) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 91م.
اعتراض ونص قانوني
من جهته اعترض ممثل الاتهام عن الحق العام وكيل نيابة مكافحة المخدرات ابوبكر عثمان، على الطلب ملتسماً من المحكمة رفضه ، لعدم وجود نص قانوني يبرر ذلك، مشيراً إلى أن القانون نص على الحالات التي يتم شطب الدعوى الجنائية في حال غياب المبلغ في دعاوى الحق الخاص، بينما أن القضية التي تنظرها المحكمة تتعلق بالحق العام، إلى جانب أن الجلسة محدَّدة لسماع المتحري وليس سماع المبلغ وأن غيابه غير مبرر لشطب الدعوى الجنائية ضد المتهمين.
رفض طلب
في ذات السياق قررت المحكمة رفض طلب دفاع المتهم بشطب الدعوى الجنائية ضد المتهمين وإطلاق سراحهم لغياب المبلغ، وذلك لعدم وجود نص قانوني يبرر شطب القضية ضد المتهمين وأن المادة القانونية التي استند عليها ممثل الدفاع في طلبه تتعلق بدعاوى الحق الخاص بينما أن الدعوى التي تنظرها المحكمة هي قضية مخدرات ولا يجوز شطبها لغياب المبلغ .
متهمون ومهن مختلفة
في ذات الوقت دوَّنت المحكمة البيانات الشخصية للمتهمين والتي اتضح من خلالها بأنهم يعملون في مهن مختلفة بينهن ثلاث موظفات اثنين منهن تعملن بشركتي اتصال معروفة وثالثة تعمل في شركة طيران شهيرة، إلى جانب متهمة رابعة تعمل بكوفير، كما اتضح أيضاً من تسجيل بيانات المتهمين بمحضر المحكمة عمل متهم في شركة للملاحة الجوية وآخر محاسب بوكالة سفر وسياحة وطباخ وسائقان وفني تركيب شبكات، وبينهم تجار ذهب وملابس وسيارات البوكو والدراجات النارية .
حشيش أفغاني وعربة
من جانبه مثل المتحري أمام المحكمة، وأفاد بأن المبلغ نظامي يتبع لشرطة مكافحة المخدرات أفاد في مضمون بلاغه بأنه ضبط المتهم الأول وبحوزته (5) كيلو حشيش أفغاني وعربة بوكس هايلوكس موديل 2019م وبطاقة شخصية ورخصة قيادة وهاتفين محمولين وذلك بمنطقة شرق النيل، موضحاً بأنه وعقب توقيف المتهم الأول تم القبض على بقية المتهمين واحداً تلو الآخر.
استباحة البلاد للمخدرات
في وقت أفاد فيه المتحري المحكمة معلومات خطيرة أفاد فيها بأن البلاد أصبحت مستباحة بتجارة المخدرات من قبل الأجانب بعدة دول منها اليمن وتشاد وسوزيا وأرتريا حيث يتم إدخال الحشيش الأفغاني عبر بورتسودان إلى أن يصل الخرطوم، كما أبان المتحري بأن أحد المتهمين ذكر في أقواله أن الشبكة تعمل في مجال الحشيش الأفغاني أو مايعرف بالأسود، فضلاً عن عمل الشبكة بولاية كسلا شبكة تعمل في الايس أو ما يعرف بالأبيض.
مستندات وحجز حسابات
وتسلسل المتحري في إفاداته أمام المحكمة وقدم لها مستندي اتهام عبارة عن أمر تفتيش صادر من النيابة، ومستند آخر عبارة عن حجز على حسابات المتهمين البنكية وذلك بعد رصد حركتين في حساب المتهم الأول، حيث تم رصد تحويل مبلغ (44) مليون جنيه، في الحركة الأولى، فيما تم تحويل (19) مليون جنيه، في حركة أخرى وذلك القبض على المتهمين، فيما أشرت المحكمة على مستندي الاتهام (1/2) عقب عرضها على محامي دفاع المتهمين وتدوينهم اعتراضاتهم حولها، كما أرجأت المحكمة قبول المستندين في مرحلة وزن البينة لاحقاً.
أقوال وإنكار وإقرار
وتلا المتحري أقوال (5) من المتهمين المدونة بيومية التحري عليهم حيث أنكر (4) منهم أقوالهم جملة وتفاصيلاً، فيما أفادت المتهمة الثانية خلال تلاوة المتحري لأقوالها بيومية التحري أمام المحكمة بأنها تعرفت علي شخص أجنبي الجنسية يدعي (أبو عبدالله) ودخلت في مجال الحشيش كمتعاطية ابتداءً ومن ثم بعدها تقوم بجمع أموال الحشيش من المروجين للايس والأفغاني الذين يتبعون للأجنبي ومن ثم تقوم بتحويلها إلى رقم حسابه، وأشارت إلى أن الشخص الأجنبي سافر للخارج وأسند مهمة تسليم الحشيش للمروجين للمتهم الأول ومن ثم تقوم بتسليم عائد الترويج للأول بعد جمعها من المروَّجين، وكشفت المتهمة في أقوالها بأن المتهم الأول حضر إليها في 2 نوفمبر 2022م وقام بتسليمها اثنين كيلو جرام حشيش أفغاني وكان يقود وقتها عربته المعروضات البوكس وطالبه ببيعه وأن تورد مقابل البيع في ذات اليوم له، موضحة بأنها بالفعل قامت ببيع الحشيش وسلمت الأول مبلغ (350) ألف جنيه، كاش على دفعتين، إضافة إلى تحويلها له مبلغ (100) ألف جنيه، في حسابه البنكي، ونوَّهت إلى أن المتهم الأول عقب ذلك هاتفها وطالبها بسداد المبالغ المالية بطرفها مقابل البضائع التي سلمها لها وذلك حتى يتسنى له تسليمها (شغل جديد) – لاسيما وأنه في طريقه لاستلام (75) كيلو جرام من الحشيش من منطقة شرقة النيل، وأشارت إلى أنه وعقب ذلك نما لعلمها القبض على المتهم الأول وبحوزته (5) كيلو حشيش أفغاني، وأبانت بأنه وبعدها قام عدد من المتهمين بإغلاق هواتفهم المحمولة، وأوضحت بأنه وبعد ذلك نما إلى علمها كذلك بأن الشخص الأجنبي غادر الخرطوم إلى شرق البلاد بينما شخص آخر أفادوها بأنه في الحفظ والصون، فيما قالت المتهمة الثانية بأنها وبعدها توجهت إلى شقة زميلتها ومكثت معها ومن ثم غادرت إلى مقر إقامتها لإحضار ملابسها – إلا أنها وجدت منسوبي شرطة مكافحة المخدرات وألقوا القبض عليها واستفسروها عن مكان وجود الأجنبيين (أبو عبدالله وأبو خالد) وأشخاص آخرين، فضلاً عن استفسارها عن الشقق التي يقيمان فيها بالخرطوم وبدورها أرشدت السلطات على الشقتين، وأفادت المتهمة بأنه تم ضبط (350) جرام حشيش أفغاني وميزان بحوزتها وأرشدت القوة عن محلها قبل أن يشرعوا في تفتيشها، فيما حددت المحكمة جلسة أخرى لموالاة السير في إجراءاتها بسماع بقية أقوال المتحري.