اخبار

تحذير أمني في مدينة أم درمان

متابعات _ الهدهد نيوز

تحذير أمني في مدينة أم درمان

أم درمان – الهدهد نيوز _  في ظل التدهور الأمني الذي تعيشه العاصمة السودانية، برزت تحذيرات جديدة من لجان مقاومة الثورة بالحارة الثامنة بمدينة أم درمان، بشأن ما وصفته بانتشار غير مسبوق لعمليات النهب والسطو المسلح التي تنفذها مجموعات منظمة ومسلحة، بعضها يرتدي زيًا عسكريًا فيما يُطلق عليهم محليًا لقب “الجنود المتفلتين”، إلى جانب عصابات إجرامية تنشط في وضح النهار والليل على حد سواء.

 

 

اللجان أكدت في بيان مطوّل أن سكان الحي أصبحوا عرضة لاعتداءات متكررة، تبدأ من سلب الهواتف والمقتنيات الشخصية، ولا تنتهي عند حد الترويع والاعتداء الجسدي، مشيرة إلى أن الظاهرة لم تعد مجرد أحداث متفرقة، بل باتت تأخذ طابعًا منظمًا يهدد حياة المواطنين ويقيد حركتهم اليومية.

 

 

إعلان

 

ووفقًا للبيان، فإن أكثر المناطق تضررًا تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الحارة، لا سيما بالقرب من تكية طارق أبو زيد، إضافة إلى محيط مستشفى النو، وميدان سوق الثامنة سابقًا، حيث أصبحت هذه المواقع بؤرًا للنشاط الإجرامي. كما شملت الاعتداءات ميادين الحارة وعددًا من المرافق العامة، حيث تنشط مجموعات تُعرف محليًا باسم “الشفشافة”، في إشارة إلى العصابات التي تستهدف المارة والمركبات الصغيرة على نحو متكرر.

 

 

ولم يخفِ البيان قلقه من أن استمرار هذا الوضع يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة القانون وهيبة الدولة، إذ أشار إلى أن الجرائم تُرتكب بصورة علنية وكأنها لا تُعد انتهاكًا للدستور أو لحقوق المواطنين الأساسية. واعتبرت لجان المقاومة أن ما يجري يمثل محاولة مكشوفة لفرض مناخ من الخوف والرهبة بين سكان الحي، وإجبارهم على التعايش مع حالة انفلات أمني غير مسبوقة.

 

 

وفي هذا السياق، دعت لجان المقاومة شباب الحي إلى التحلي باليقظة، وحثتهم على تنظيم جهودهم لحماية المجتمع المحلي من العصابات، مشددة على ضرورة التكاتف الشعبي إلى حين تدخل السلطات بشكل جاد وحاسم. كما وجهت نداءً مباشراً إلى قيادة المنطقة العسكرية في كرري، مطالبةً بضرورة التدخل السريع لوقف هذه الاعتداءات، واعتبارها قضية أمن قومي تمس كرامة المواطنين وهيبة الدولة السودانية.

 

 

البيان لم يغفل الإشارة إلى أن استمرار مثل هذه الانتهاكات يُضعف ثقة المواطن في الأجهزة الأمنية، وهو ما قد ينعكس على استقرار المدينة بأكملها. لكنه في الوقت نفسه أثنى على الجهود التي بذلتها بعض الوحدات العسكرية في مواجهة هذه الممارسات، مطالبًا بتكثيف تلك الجهود وتوسيع نطاقها لتشمل كل البؤر الساخنة في أم درمان، بما يضمن عودة الحياة إلى طبيعتها.

 

 

ويأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه العاصمة السودانية ضغوطًا متزايدة جراء الحرب الممتدة وأزمة النزوح الداخلي، حيث باتت بعض الأحياء تعاني فراغًا أمنيًا استغلته مجموعات متفلتة لتنفيذ جرائمها. وبينما يطالب السكان بتدخل أمني فاعل، يرى مراقبون أن معالجة الأزمة تتطلب خطة شاملة تعيد الانتشار الأمني وتغلق الثغرات التي تستغلها هذه العصابات.

 

 

وبحسب الأهالي، فإن الوضع في الحارة الثامنة يُمثل صورة مصغرة لما يجري في مناطق أخرى من أم درمان، حيث يعيش المواطنون بين مطرقة الأوضاع الاقتصادية الخانقة وسندان الانفلات الأمني. وفي ظل هذه المعطيات، تظل المطالب الأساسية للسكان واضحة: توفير الأمن، حماية الأرواح والممتلكات، واستعادة سيادة القانون كخطوة أولى لإعادة الاستقرار إلى المدينة.

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى