
تسريبات تهز الجيش السوداني: ضباط إسلاميون يثورون ضد البرهان
متابعات – الهدهد نيوز – كشفت تسريبات متداولة عن اجتماعات سرية عقدها ضباط محسوبون على التيار الإسلامي داخل الجيش السوداني، احتجاجاً على سلسلة القرارات الأخيرة التي أصدرها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والتي شملت تشكيل قيادة جديدة لهيئة الأركان وإحالة عشرات الضباط للتقاعد.
تفاصيل التعيينات وتأثيرها داخل الجيش
وفقاً لمصادر مطلعة، فإن التغييرات شملت تعيين الفريق أول محمد عثمان الحسن رئيساً لهيئة الأركان وعدداً من النواب في شؤون الإمداد والتدريب والإدارة والعمليات. هذه القرارات أثارت حالة من الانقسام داخل المؤسسة العسكرية، خصوصاً بين الضباط المحسوبين على الحركة الإسلامية.
المحلل العسكري وليد عز الدين يرى أن التعديلات الأخيرة تعكس إعادة ترتيب الولاءات داخل الجيش أكثر من كونها إصلاحاً مؤسسياً، مؤكداً أن إحالة شخصيات بارزة للتقاعد تهدف لتقليص نفوذ الأجنحة الإسلامية التي تسللت إلى مفاصل القرار العسكري منذ عقود.
بدوره، أشار المحلل السياسي حاتم طه إلى أن إحالة أسماء مثل اللواء الطاهر محمد العوض الأمين، الخاضع لعقوبات دولية، تعكس محاولة البرهان تحسين صورة المؤسسة العسكرية أمام المجتمع الدولي، معتبراً أن التغييرات تهدف إلى تعزيز مركزية القرار العسكري وتقليل الضغوط الخارجية.
الاجتماعات السرية ومذكرة الاحتجاج
نقل الناشط السياسي مجاهد البشري عن مصادره أن اجتماعات عقدت في مدينة كسلا بشرق السودان، بمنزل أمير كتيبة الطيارين هشام شكاي، جمعت ضباطاً محسوبين على تيارات إسلامية مرتبطة بقيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني مثل نافع علي نافع وإبراهيم محمود.
ووفقاً للبشري، ناقش المجتمعون رفضهم لتعيينات البرهان واعتبروها انتصاراً لتيار الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي. كما خلص الاجتماع إلى صياغة مذكرة احتجاجية باسم كتائب “البرق الخاطف” وعدد من الضباط، رافضين إحالة قيادات وصفوها بأنها مستهدفة لأسباب سياسية.
خلفية تاريخية: الإسلاميون والمؤسسة العسكرية
تعود جذور النفوذ الإسلامي داخل الجيش السوداني إلى التسعينيات، حين كانت المؤسسة العسكرية والشخصيات الإسلامية على اتصال وثيق بسلطات المؤتمر الوطني، مما مهد الطريق لتمدد النفوذ السياسي والديني داخل الجيش. وقد أثرت هذه العلاقة على سياسات التعيين والترقية لعقود، ما خلق توازنات حساسة بين التيارات المختلفة داخل القوات المسلحة.
تداعيات مستقبلية محتملة
يرى مراقبون أن التصدع المتزايد داخل الجيش قد يؤدي إلى انقسامات أوسع، خصوصاً إذا استمرت سياسة الإقصاء والإحالات، في وقت تشهد فيه البلاد صراعات عسكرية معقدة تتداخل فيها حسابات القوى الإقليمية والدولية. بينما يعتبر البعض هذه التغييرات مجرد تعزيز لسلطة البرهان الشخصية، يراها آخرون بداية لإعادة ترتيب التوازنات داخل المؤسسة العسكرية، مع احتمال تحركات أكثر حدة في المستقبل القريب.