
في أول توضيح رسمي.. تمبور يكشف مهمة مناوي ويقطع الطريق أمام الشائعات
بورتسودان – الهدهد نيوز
في وقت تصاعدت فيه الأسئلة واحتدمت التكهنات حول غياب رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي عن مدينة بورتسودان، خرج القيادي البارز مصطفى تمبور بتصريحات حاسمة وضع من خلالها النقاط على الحروف، مؤكدًا أن مناوي لم ينسحب من الساحة، بل يتواجد في مهمة رسمية خارج المدينة وسيعود قريبًا.
تمبور، الذي أوكل إليه مناوي في وقت سابق مهمة إدارة شؤون دارفور، شدد في تصريحاته على أن غياب القائد ليس إلا جزءًا من مأمورية طارئة، وأن كل ما يروج بشأن انسحابه من المشهد لا يستند إلى أي أساس من الصحة، بل تقف وراءه جهات – على حد تعبيره – “تقتات من الفوضى وتسعى لإثارة البلبلة في توقيت حساس”.
وقال تمبور: “القائد مناوي يؤدي مأمورية خارج بورتسودان، وسيعود قريبًا لمواصلة مهامه. كل ما يُثار حول انسحابه أو مغادرته البلاد هو محض شائعات رخيصة مصدرها أطراف ضعيفة لا تملك مشروعًا سوى التشويش.”
وتأتي تصريحات تمبور بالتزامن مع تنامي حالة الترقب داخل الأوساط السياسية والشعبية، لا سيما في ظل تصاعد الدعوات الموجهة إلى قيادات الكفاح المسلح لتوضيح مواقفهم من تطورات المرحلة الانتقالية، وتزايد الضغوط التي تفرضها التحديات العسكرية المتلاحقة في مختلف مناطق البلاد.
الجدل الذي أحاط بغياب مناوي لم يأت من فراغ، إذ سبق أن أعلن بنفسه عن تفويض تمبور بإدارة الملفات الإدارية لدارفور، وهو ما فسّره البعض حينها على أنه تمهيد للابتعاد عن المشهد. إلا أن تأكيدات تمبور اليوم نسفت هذه الفرضية وأعادت ترتيب الأوراق من جديد.
وبينما تزداد الأصوات المطالبة بمزيد من الشفافية من قبل قادة الحركات المسلحة، يرى مراقبون أن ظهور تمبور في هذا التوقيت الحرج يحمل رسائل متعددة، أبرزها أن التحالفات داخل معسكر الكفاح المسلح لا تزال متماسكة، رغم ما يُثار حول محاولات لاختراق صفوفها.
في هذا السياق، ألمح تمبور إلى أن هناك جهات خارجية وداخلية تسعى لخلق فراغ سياسي في دارفور عبر إطلاق موجات من الإشاعات التي تستهدف زعزعة ثقة الجماهير بقياداتها، مؤكدًا أن مناوي لا يزال في قلب الحدث، ويمارس مهامه بصورة طبيعية ضمن الأراضي السودانية.
ومع استمرار تعقيدات المرحلة، يترقّب الشارع السوداني ما ستؤول إليه تحركات قادة الحركات المسلحة، خاصة في ظل تسريبات تتحدث عن إعادة تشكيل محتملة للتحالفات والاصطفافات داخل قوى الكفاح المسلح.
حتى ذلك الحين، تبقى عودة مناوي المرتقبة إلى بورتسودان إحدى العلامات الفارقة التي ستحدد وجهة التوازنات المقبلة، وتكشف إن كانت الانقسامات مجرد ضوضاء إعلامية، أم مقدمة لتحولات حقيقية في مواقف قيادات الصف الأول.