
الالبشريات في شمال السودان.. محلية الدبة
الهدهد نيوز – الدبة – 3 أغسطس 2025
في خطوة تستهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية عن كاهل الأسر المتعففة، دشن المدير التنفيذي لمحلية الدبة بولاية الشمالية، الأستاذ الحسن إبراهيم حامد، اليوم، برنامج توزيع الدعم النقدي الاجتماعي المباشر، الذي يُعد أحد أبرز تدخلات إدارة الشؤون الاجتماعية في إطار مكافحة الفقر وتحقيق الاستقرار المعيشي للمواطنين.
الحملة، التي انطلقت بوحدة الدبة الإدارية وتشمل كافة الوحدات التابعة للمحلية، تستهدف 1693 أسرة متعففة، ويتوقع أن تستمر لمدة ثلاثة أيام، وفقًا لما أعلن عنه مدير إدارة الشؤون الاجتماعية بالمحلية، الأستاذ محمد فضل، الذي أكد أن الدعم يُقدم عبر بنك الادخار والتنمية الاجتماعية، بمعدل 200,000 جنيه لكل فرد، تُصرف على أربع دفعات، ضمن برنامج وطني يسعى لتوسيع دائرة الحماية الاجتماعية في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
اهتمام محلي بتوسيع التغطية
وفي تصريح لوكالة السودان للأنباء (سونا)، أعرب الأستاذ الحسن إبراهيم عن تقديره للجهود المبذولة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، وحرصها على ملامسة قضايا معاش الناس بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد تستدعي توسيع رقعة الدعم، وزيادة عدد المستفيدين في أقرب وقت ممكن، لضمان شمول أكبر شريحة من الأسر المتضررة.
وأكد أن السلطة المحلية ستعمل على تذليل العقبات الإدارية واللوجستية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، مع الالتزام بالشفافية والعدالة في التوزيع، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يمثل إحدى اللبنات المهمة في استراتيجية تقوية شبكات الأمان الاجتماعي على مستوى الولاية.
3000 أسرة جديدة على الطريق
وفي خبر سارّ، كشف الأستاذ محمد فضل عن بشريات جديدة تتمثل في دخول 3000 أسرة إضافية تحت مظلة الدعم النقدي خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا التزام إدارته بمتابعة التحديث المستمر لقاعدة بيانات المستفيدين، لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، وبخاصة النساء المعيلات وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشار إلى أن الدعم يُصرف بشكل مباشر ومن خلال فروع بنك الادخار المنتشرة بالمحلية، ما يُسهم في تسهيل العملية وضمان سرعة الإنجاز، مضيفًا أن الحملة الحالية ستشمل أيضًا أنشطة إرشادية لتوعية المستفيدين بكيفية إدارة الدعم المالي بالشكل الأمثل.
أهمية المبادرة في الظرف الراهن
وتأتي هذه المبادرة في توقيت حساس، تشهد فيه البلاد تصاعدًا في معدلات التضخم وارتفاعًا حادًا في أسعار السلع الأساسية، ما جعل مئات الآلاف من الأسر السودانية تكافح يوميًا من أجل تلبية احتياجاتها الأساسية. وفي هذا السياق، يُعد الدعم النقدي المباشر أداة فعّالة لتمكين الأسر من تسيير أمورها اليومية بمرونة واستقلالية، بعيدًا عن الإجراءات البيروقراطية المعقدة أو الدعم العيني الذي كثيرًا ما يفقد قيمته.
كما يُتوقع أن تُسهم هذه المساعدات في إنعاش الأسواق المحلية، وتحفيز الدورة الاقتصادية في المناطق الريفية، إلى جانب تعزيز الثقة في دور الدولة ومؤسساتها الخدمية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
رسالة أمل في زمن العسرة
في ظل الحرب التي تعصف بمناطق واسعة من السودان، تمثل هذه الخطوة بارقة أمل للأسر في المناطق الآمنة نسبيًا، مثل محلية الدبة، حيث يسعى المسؤولون إلى تخفيف الآثار الجانبية للأزمة، ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين رغم شح الإمكانيات.
وتؤكد السلطات المحلية أن هذه المبادرات لن تتوقف، بل سيتم العمل على توسيعها وتطويرها باستمرار، بالتنسيق مع المؤسسات التمويلية، والمنظمات الوطنية والدولية، لضمان بناء منظومة دعم مستدامة وقادرة على الصمود أمام التحديات.
