
مفاجأة في الشمالية.. مروي
الهدهد نيوز – مروي – 4 أغسطس 2025
نجح مهندسو وفنيو سد مروي في إعادة تشغيل محول “الشمالية” الحيوي، بعد توقف دام لأشهر نتيجة الأضرار التي لحقت به جراء سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة نفذتها مليشيا الدعم السريع المدعومة من دولة الإمارات، ضمن حملة ممنهجة لاستهداف البنية التحتية الحيوية في البلاد.
وشهدت محطة التوليد الكهرومائي أجواء من الارتياح والاحتفاء عقب إدخال المحول المتضرر إلى الخدمة مجددًا، وذلك بعد إتمام عمليات صيانة محلية بالكامل، رغم شح المواد وغياب الدعم الفني الخارجي. ويُعد هذا الإنجاز خطوة بارزة في مساعي استعادة استقرار شبكة الكهرباء الوطنية، ويعكس كفاءة الكوادر السودانية في مواجهة الظروف الاستثنائية.
وكانت منشآت سد مروي قد تعرضت، في الفترة ما بين نوفمبر 2024 وأبريل 2025، لهجمات متكررة بالطائرات المسيّرة استهدفت بشكل مباشر الأنظمة الكهربائية، ما أدى إلى اندلاع حرائق وتضرر البنية التحتية للمحطة، وتسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي في عدد من المدن الكبرى، بينها أم درمان وشندي وعطبرة.
وفي يناير 2025، أدى هجوم إلى اندلاع حريق داخل محطة التوليد، تبعه هجوم آخر في أبريل ألحق أضرارًا إضافية وتسبب في انقطاع كامل للكهرباء عن أجزاء واسعة من الولاية الشمالية. كما أعلنت القوات المسلحة في يونيو عن تمكنها من إحباط محاولة جديدة لاستهداف السد عبر طائرات مسيّرة انتحارية.
وأكدت مصادر في قطاع الكهرباء أن عملية الصيانة التي أُنجزت بإمكانيات محلية، تمت في ظروف بالغة التعقيد وسط نقص حاد في قطع الغيار، وتعد دليلًا على قدرة السودانيين على الصمود وإصلاح ما دمرته الحرب. واعتبرت الجهات المعنية إعادة تشغيل المحول بمثابة إنجاز وطني يحمل رمزية تتجاوز الجانب الفني، ويعكس الإرادة الشعبية في استعادة الخدمات الأساسية رغم التحديات.
من جانبهم، اعتبر عدد من المراقبين أن هذا التطور يمثل رسالة صمود واضحة في وجه محاولات تعطيل الحياة العامة عبر استهداف مرافق الطاقة، مؤكدين أن الجهود المدنية والهندسية لا تقل أهمية عن الجهد العسكري في الدفاع عن وحدة واستقرار البلاد
ويُعد محول “الشمالية” أحد أهم مكونات الشبكة الوطنية، حيث يسهم في تغذية مناطق واسعة من شمال البلاد. وتوقعت مصادر حكومية أن تسهم عودته للعمل في تخفيف الضغط على محطات أخرى وتعزيز استقرار الإمداد الكهربائي خلال المرحلة المقبلة.
ويأتي هذا الإنجاز وسط استمرار الهجمات التي تطال منشآت مدنية وخدمية، في وقت تعمل فيه السلطات السودانية على تعزيز إجراءات الحماية والدفاع الجوي حول السد والمنشآت الحيوية الأخرى في البلاد.