بعد عامين من التوقف.. عودة الحياة الي جامعة النيلين في الخرطوم
الخرطوم – الهدهد نيوز
في مشهد امتزجت فيه مشاعر الحنين بالأمل، استقبلت كلية الطب بجامعة النيلين طلابها مجددًا بعد انقطاع قسري استمر لعامين بسبب الحرب التي اجتاحت العاصمة السودانية. العودة لم تكن مجرد استئناف للدروس، بل كانت استعادة لنبض الحياة الأكاديمية في واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في البلاد.
الطلاب الذين توافدوا من مختلف الدفعات، حملوا معهم شغفًا واضحًا للعلم وتعويض ما فاتهم، وسط أجواء مؤثرة داخل أروقة الكلية التي بدت وكأنها تستعد لولادة جديدة بعد الغياب الطويل. إدارة الكلية بدورها وضعت خطة أكاديمية متكاملة، تسعى من خلالها إلى تنظيم العملية التعليمية، واستدراك الفاقد، عبر محاضرات مكثفة وبرامج دعم أكاديمي وتأهيلي للبنية التحتية المتضررة.
وأكد مدير جامعة النيلين، البروفيسور الهادي آدم، أن استئناف الدراسة يمثل خطوة مهمة نحو إعادة الجامعات السودانية إلى واجهة الفعل العلمي والمعرفي، مشيرًا إلى أن الجامعة ستتلقى خلال الفترة المقبلة دعمًا في مجالات التدريب، وتحديث المناهج، وتعزيز البحث العلمي، رغم التحديات الراهنة.
عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة في كلية الطب تأتي في وقت تواصل فيه الجامعات السودانية صراعها مع الظروف الأمنية والاقتصادية، وتكافح فيه لإعادة الاستقرار إلى الحرم الجامعي. ومع ذلك، فإن هذا الاستئناف بعث برسائل أمل حقيقية وسط مشهد قاتم، وأكد أن الإرادة الأكاديمية السودانية ما تزال عصيّة على الانكسار.
الطلاب بدورهم عبّروا عن سعادتهم البالغة بعودة الدراسة، وتطلعهم للعودة التدريجية إلى المسار الطبيعي نحو التخرج، والمساهمة في سد النقص الذي يعانيه القطاع الصحي في السودان، خاصة بعد موجات النزوح والفراغ المهني الناتج عن الحرب.
وتبقى كلية الطب بجامعة النيلين رمزًا للصمود الأكاديمي، وشاهدًا على قدرة التعليم السوداني على الوقوف مجددًا، حتى وسط ركام الحرب وآثارها العميقة.
