
تحقيق خطير: الدعم السريع متهم بتحويل مساعدات أممية إلى أغراض عسكرية في دارفور
الخرطوم – الهدهد نيوز
في تطور مقلق يسلّط الضوء على الانتهاكات المتكررة التي تشهدها مناطق النزاع في السودان، وجّه مسؤول حكومي سوداني رفيع اتهامات مباشرة لقوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات، بالاستيلاء على مساعدات إنسانية مقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، واستخدامها في مجهودها العسكري بدارفور.
وقال عبد الباقي محمد، المدير العام للرعاية الاجتماعية ومنسق الشؤون الإنسانية في الإقليم، في بيان رسمي نشر مساء الجمعة، إن قوات الدعم السريع صادرت مواد إغاثية غير غذائية كانت مخصصة للنازحين، من بينها مشمعات مقدمة من المفوضية، واستخدمتها لتغطية آلياتها العسكرية في ميادين القتال.
البيان الذي وصف بـ”شديد اللهجة”، اعتبر ما جرى خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، وتهديدًا مباشرًا لمبادئ الحياد والاستقلالية التي تستند إليها العمليات الإنسانية في مناطق النزاع. وطالب عبد الباقي المفوضية الأممية بتقديم توضيحات فورية حول كيفية تسرب هذه المساعدات إلى أيدي مليشيا الدعم السريع، داعيًا إلى موقف أممي واضح يدين بشدة ما أسماه “الخرق المتكرر للحياد الإنساني”.
وأشار عبد الباقي إلى أن هذه الانتهاكات المتكررة تقوّض ثقة المانحين وتعرض مستقبل العمل الإنساني في السودان للخطر، مؤكدًا أن استغلال الممرات الإنسانية في أغراض عسكرية لم يعد مجرد حالات فردية، بل تحوّل إلى ظاهرة ممنهجة تساهم في إطالة أمد النزاع وتعقيد الاستجابة الإنسانية.
وأكدت مصادر ميدانية متطابقة في دارفور، أن الحادثة الأخيرة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق وأن تم رصد حوادث مشابهة قامت فيها قوات الدعم السريع بمصادرة شحنات غذائية وطبية وتحويلها إلى معسكراتها. وتزايدت التقارير خلال الأسابيع الماضية عن اختراق هذه القوات لسلاسل الإمداد التابعة للمنظمات الدولية، وتحويلها لدعم عملياتها القتالية.
وتطرح هذه التطورات تساؤلات حقيقية حول مدى سلامة قنوات التوزيع التي تعتمد عليها المنظمات الدولية في إيصال مساعداتها لملايين المتأثرين بالحرب، خاصة في ظل غياب الضمانات الأمنية وضعف الرقابة داخل مناطق النزاع. ويرى مراقبون أن هذا السلوك يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لاتخاذ موقف حازم، يضمن حماية المساعدات ومنع تحويلها إلى أدوات حرب.
رابط التصريح الرسمي: 🔗 اضغط هنا لمشاهدة البيان على منصة X (تويتر سابقًا)