
تفاصيل شحنة هندية ضخمة تصل ميناء بورتسودان
الهدهد نيوز – بورتسودان – 29 يوليو 2025
وصلت إلى الميناء الجنوبي بمدينة بورتسودان شحنة مساعدات إنسانية ضخمة قادمة من الهند، تُقدّر بـ2000 طن متري من الأرز، ضمن منحة جديدة قدّمتها الحكومة الهندية للشعب السوداني، في خطوة وُصفت بأنها تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وتؤكد على تضامن نيودلهي مع الخرطوم في ظل الأوضاع الإنسانية الحرجة التي تعيشها البلاد.
وجرت مراسم الاستقبال بحضور المستشار أحمد محمد عثمان، ممثل مفوض عام العون الإنساني، إلى جانب القائم بأعمال السفارة الهندية بالخرطوم، السيد قرجا شانكر جوشي، وسط تأكيدات بأن المساعدات ستوجَّه مباشرة للنازحين المتضررين من النزاع، خصوصًا في ولايات دارفور والمناطق التي تعرضت لعمليات تهجير قسري من قبل المليشيات المسلحة.
رسالة تضامن من نيودلهي
وفي كلمته خلال المناسبة، ثمّن المستشار أحمد عثمان هذه المبادرة، مشيرًا إلى أنها ليست الأولى من نوعها، بل تأتي امتدادًا لمواقف إنسانية مشرفة اتخذتها الهند لصالح السودان، خاصة خلال فترات الشدة. ودعا عثمان بقية الدول الصديقة إلى أن تحذو حذو نيودلهي، وتكثّف من مساعداتها الإنسانية للشعب السوداني الذي يواجه معاناة معيشية قاسية.
من جانبه، أكد الدبلوماسي الهندي جوشي أن بلاده ستواصل دعم السودان في هذه المرحلة المعقدة، وقال: “إن هذه المنحة تمثل عربون محبة من الشعب الهندي إلى إخوته في السودان”، مضيفًا أن نيودلهي تتطلع إلى شراكات أوسع تُسهم في استقرار السودان وتعزيز آفاق التنمية فيه.
الموانئ السودانية في حالة استنفار
وفي السياق ذاته، صرّح مدير الإدارة العامة للميناء الجنوبي، عبدالله حسين، أن الميناء على أتم الجاهزية لاستقبال المساعدات، مشيرًا إلى وجود تنسيق تام مع الجهات المختصة كالجمارك والمواصفات والحجر الزراعي لتسهيل إجراءات التخليص والنقل.
وأكد حسين وجود آلية رقابة ومتابعة لتأمين وصول الشحنات إلى مستحقيها دون تأخير، مشددًا على أن الميناء يعمل بتكامل تام مع الجهات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات الخارجية بسلاسة إلى المتأثرين.
أمل في ظل المعاناة
وتأتي هذه الشحنة في وقت يعيش فيه الملايين من السودانيين أوضاعًا إنسانية متدهورة بفعل الحرب المستمرة، التي أدت إلى نزوح واسع النطاق وتدهور في سبل كسب العيش، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء. وتعتبر المساعدات الدولية – مثل هذه المنحة الهندية – شريان حياة لشرائح واسعة من المواطنين.
ويرى مراقبون أن الدعم الهندي يُعد مؤشرًا على تحرّك دولي جديد باتجاه تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان، وتهيئة المناخ لحلول سياسية تضمن الاستقرار الدائم، مشيرين إلى أهمية استمرار مثل هذه المبادرات النوعية التي تتجاوز البيانات التضامنية إلى خطوات عملية على الأرض.