اخبار

نداء عاجل من الفاشر: الوضع خرج عن السيطرة والبرهان أمام اختبار مصيري

متابعات _ الهدهد نيوز

نداء عاجل من الفاشر: الوضع خرج عن السيطرة والبرهان أمام اختبار مصيري

 

الفاشر – الهدهد نيوز

وسط أوضاع إنسانية كارثية، يعيش سكان مدينة الفاشر في شمال دارفور لحظات هي الأقسى منذ اندلاع الحرب في السودان. فمع اشتداد الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ شهور، تصاعدت نداءات الاستغاثة من الأهالي وقيادات محلية، وسط شح حاد في الغذاء وغياب كامل للدواء وتدهور مريع في الأوضاع الصحية، خصوصاً بين الأطفال.

 

 

وفي مشهد يعيد للأذهان أيام المجاعة التي ضربت السودان في فترات سابقة، أفادت تقارير محلية بأن وجبة “الأمباز” – التي تُستخدم عادة كعلف للحيوانات – أصبحت وجبة رئيسية يتقاسمها الأطفال والنساء داخل أحياء الفاشر المحاصرة، في ظل اختفاء الدخن والذرة وارتفاع أسعار ما تبقى منها إلى مستويات خيالية تفوق قدرة المواطنين.

 

 

وقال شهود عيان إن سكان المدينة باتوا يحفرون الأرض بحثاً عن أي جذور أو بقايا نباتات يمكن تحويلها لطعام يسد الرمق، فيما انتشرت أمراض سوء التغذية بشكل مروع في أوساط الأطفال والرضّع، مع غياب تام للمنظمات الإنسانية التي أصبحت عاجزة عن إيصال المساعدات.

 

 

الحافظ بخيت، والي شمال دارفور، أطلق نداءً مؤثراً دعا فيه الجيش السوداني للتحرك السريع لإنقاذ المدينة، مشيراً إلى أن “الوضع خرج عن السيطرة، والكارثة تطرق أبواب كل بيت”، وأضاف أن صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في الفاشر “وصمة عار في جبين الإنسانية”.

 

وفي السياق ذاته، اعتبر مراقبون أن هذه المرحلة تمثل اختباراً حقيقياً للجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، إذ يترقّب الشارع موقفاً حاسماً منه لإرسال تعزيزات عسكرية أو اتخاذ قرارات مصيرية لكسر الحصار وفتح ممرات إنسانية عاجلة.

 

 

في المقابل، تواصل قوات الدعم السريع تضييق الخناق على المدينة، مستخدمةً سلاح الجوع كسلاح استراتيجي لتركيع الأهالي ودفعهم للاستسلام، في تكتيك وُصف بأنه مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية.

 

وتزامناً مع هذا التصعيد، ناشدت قوى المجتمع المدني والأطباء وناشطو حقوق الإنسان الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإغاثة سكان الفاشر، داعين إلى فتح ممرات إنسانية فورية قبل أن تتحول المجاعة إلى إبادة صامتة.

 

يُذكر أن الحصار المفروض على الفاشر يُعد الأطول والأكثر دموية منذ توقيع اتفاق نيفاشا في 2005، ما جعل كثيراً من السودانيين يصفونه بأنه “نيفاشا معكوسة” تحاصر الشعب بدل أن تحقن دماءه.

 

وبينما تواصل الأبواق الدبلوماسية بيانات الشجب والتنديد، تبقى دارفور – والفاشر تحديداً – تنزف بصمت، وسط صمت عربي ودولي مريب، وتترقب تدخلاً يعيد إليها شيئاً من الأمل في البقاء.

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى