
سفير السودان يطلق صافرة الامتحانات بمصر
متابعات _ الهدهد نيوز _ في حدث استثنائي يعكس اهتمام الدولة السودانية برعاية شؤون أبنائها في الخارج، دشن الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي، سفير السودان لدى جمهورية مصر العربية، انطلاق امتحانات الشهادة الابتدائية للطلاب السودانيين بمصر، وذلك خلال مراسم رسمية أُقيمت في مدرسة الفسطاط بمنطقة مصر القديمة، حيث قرع جرس البداية إيذانًا بانطلاق العام الدراسي في محطته الأخيرة. هذه الخطوة التي جاءت وسط حضور رسمي وتربوي كبير، عكست مدى التنسيق الوثيق بين وزارة التربية والتعليم السودانية والبعثة الدبلوماسية بالقاهرة لضمان سير العملية التعليمية رغم تحديات النزوح والحرب.
الامتحانات شملت ما يقارب 24 ألف تلميذ وتلميذة موزعين على أربع من كبريات المحافظات المصرية، هي القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، وأسوان، وجرت بالتزامن مع امتحانات الشهادة الابتدائية في ولاية نهر النيل بالسودان، ما يعكس الجهد المبذول في الحفاظ على وحدة التقويم والزمان والمحتوى التعليمي بين الداخل والخارج، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
السفير عدوي، وفي تصريحاته عقب إطلاق الامتحانات، عبّر عن تقدير السودان قيادةً وشعبًا لجمهورية مصر، حكومةً وشعبًا، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما يقدمونه من دعم إنساني ومعنوي لأبناء السودان المقيمين بمصر، خاصة في قطاع التعليم، مؤكدًا أن السودانيين في مصر يعاملون معاملة المواطنين المصريين، في صورة تجسّد أواصر الأخوة والجوار والمصير المشترك بين البلدين.
كما خصّ بالشكر رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي ووزارة التربية والتعليم المصرية، بالإضافة إلى السلطات الأمنية والمحلية التي أسهمت في تهيئة الأجواء وإزالة العقبات، بما ضمن انطلاق الامتحانات في ظروف آمنة ومستقرة. وأكد أن السفارة السودانية في حالة استنفار تام، حيث تم تشكيل فرق دعم ولجان متابعة بالتنسيق مع المدارس السودانية والبعثات التعليمية لضمان راحة الطلاب وانسياب الامتحانات دون معوقات.
وأكد السفير عدوي التزام البعثة السودانية الكامل بالمعايير المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، من حيث سلامة الإجراءات، ومطابقة الورقة الامتحانية، وتأمين البيئة الامتحانية، مع تفعيل آليات الرقابة والشفافية. وأوضح أن الامتحانات تُدار بمعايير دقيقة، توازي تلك التي تُطبّق داخل السودان، ما يمنح الطلاب السودانيين بالخارج فرصة حقيقية للاستمرار في تعليمهم بنفس الجودة والاعتراف الأكاديمي.
كما عبّر السفير عن فخره بالدور الفعّال الذي يقوم به المعلمون والمعلمات السودانيون العاملون في المدارس السودانية بمصر، مشيدًا بتفانيهم الكبير منذ بداية العام الدراسي وحتى لحظة الامتحانات، ودورهم المحوري في التهيئة الأكاديمية والنفسية للتلاميذ، مشيرًا إلى أن هذه الكوادر تمثل العمود الفقري للمؤسسات التعليمية السودانية بالخارج، وتسهم بإخلاص في استمرارية العملية التعليمية وسط ظروف الحرب والتشرد والانقطاع.
وأكد عدوي أن الحكومة السودانية حريصة على عدم توقف المسيرة التعليمية لأي طالب سوداني، سواء داخل الوطن أو خارجه، لافتًا إلى أن التعليم سيبقى هو الطريق الوحيد لنهضة الوطن وبناء أجياله، رغم التحديات التي فرضتها الحرب والانهيار المؤسسي في كثير من مناطق السودان.