
حدث لافت يعيد الأمل في الشمالية
متابعات _ الهدهد نيوز _ في مشهد لافت يعكس تحولًا إيجابيًا في واقع الخدمات والتنمية، شهدت محلية دلقو بالولاية الشمالية افتتاح حزمة من المشاريع الحيوية التي نفذتها الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة ضمن برامج المسؤولية المجتمعية، في خطوة وُصفت بأنها تجسيد عملي لشعار “ثروات الأرض لأهل الأرض”، وإشارة واضحة إلى التزام الدولة بتوجيه عائدات التعدين نحو التنمية المحلية.
وقد دشن والي الولاية الشمالية الفريق ركن عبدالرحمن عبدالحميد إبراهيم هذه المشاريع خلال زيارة ميدانية شملت افتتاح كهرباء جزيرة ناب، ومحطة مياه أردوان، ومدرسة عقري، إلى جانب تفقد الأعمال الجارية في مشروع مدرسة أقتري وكبري أبو صارة، وسط حضور شعبي كبير وتفاعل من الأهالي الذين عبروا عن امتنانهم لما تحقق، معتبرين هذه المشروعات بداية حقيقية لتحسين واقع حياتهم اليومية في مناطق ظلّت لسنوات طويلة بعيدة عن خارطة التنمية.
وخلال مراسم التدشين، أكد الوالي أن هذه المشاريع تأتي في توقيت مهم وظروف استثنائية، وأنها تمثل رسالة أمل للمواطنين بأن التنمية ممكنة رغم التحديات. وأشار إلى أن الولاية الشمالية ستظل عصية على أي محاولات للمساس بأمنها واستقرارها، وأن الحكومة لن تتهاون مع أي جماعات خارجة عن القانون تهدد سلمها الاجتماعي أو تعيق مسيرتها التنموية. ودعا المواطنين إلى التماسك والوقوف خلف القوات المسلحة وكل الجهات النظامية التي تسهر على أمن الوطن وسلامة أراضيه.
في السياق ذاته، أوضح المدير التنفيذي لمحلية دلقو، الأستاذ مدثر شرف الدين، أن هذه الخطوة تُعد من أبرز المنجزات التي شهدتها المحلية مؤخرًا، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية والخدمات الأساسية. وأكد أن التعاون المثمر بين الدولة والشركة السودانية للموارد المعدنية لعب دورًا حاسمًا في إنجاز هذه المشروعات، مشيدًا بحماس المجتمعات المحلية ومشاركتها في تسهيل التنفيذ وتذليل العقبات.
بدوره، أكد مدير مكتب الشركة السودانية للموارد المعدنية بالولاية الشمالية، الأستاذ عبدالرحمن محجوب النضيف، أن الشركة تتبنى رؤية واضحة ترتكز على جعل الموارد المعدنية أداة فعالة للتغيير الإيجابي في حياة المواطنين، لافتًا إلى أن مشاريع المسؤولية المجتمعية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عمل الشركة، وتمضي بخطى ثابتة نحو تعميم الفائدة على كل مناطق الإنتاج من خلال مبادرات مستدامة تشمل التعليم، والمياه، والكهرباء، والبنية التحتية.
ويمثل هذا التدشين مرحلة جديدة من التفاعل بين شركات التعدين والمجتمعات المحلية، حيث باتت المسؤولية المجتمعية واقعًا ملموسًا بدلًا من أن تكون مجرد شعارات. ويُنظر إلى هذه المشاريع باعتبارها نموذجًا يحتذى به لبقية ولايات السودان، في كيفية استخدام عائدات الثروات الطبيعية لتحقيق العدالة التنموية والاجتماعية.
وتشير هذه الخطوات المتقدمة إلى أن شركة الموارد المعدنية بدأت تتجاوز الدور التقليدي لمؤسسات الإنتاج، لتتحول إلى شريك حقيقي في التنمية الوطنية، وهو ما قد يشكل فارقًا في نظرة المواطنين إلى القطاع المعدني بأكمله، ويعزز من فرص الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في مناطق الإنتاج.