
في سابقة لافتة.. البرهان يهاتف صحفيًا بعد مكالمة حمدوك
متابعات _ الهدهد نيوز _ في مشهد نادر جمع بين أطراف سياسية متباينة، أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اتصالًا هاتفيًا بالصحفي السوداني البارز أشرف عبد العزيز، المعروف بـ”دوشكا”، الذي يخضع حاليًا للعلاج في أحد مستشفيات جمهورية مصر العربية، في ظل حاجته العاجلة لإجراء عملية زراعة كلى بتكلفة تُقدّر بنحو 60 ألف دولار.
ويأتي هذا الاتصال بعد أيام من مكالمة مماثلة أجراها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الله حمدوك، ما يعكس حالة تضامن نادرة بين رموز سياسية متباينة خلفيتها، لكنها توحّدت في دعم صحفي مشهود له بالالتزام المهني والجرأة في قول الحقيقة.
ويُعد عبد العزيز، رئيس تحرير صحيفة “الجريدة”، من أبرز الأصوات الصحفية في السودان، وقد واجه خلال مسيرته المهنية ضغوطًا أمنية وسياسية متكررة بسبب مواقفه الداعمة لحرية التعبير وقضايا الشعب، ما أكسبه احترامًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والمدنية داخل وخارج السودان.
وتتواصل حاليًا حملة “أنقذوا أشرف” التي أطلقها عدد من زملائه الصحفيين والناشطين، لجمع التبرعات اللازمة لتغطية نفقات العملية، وسط استجابة لافتة من مختلف الأطياف السياسية والمهنية، بما في ذلك صحفيون محسوبون على التيارات الإسلامية واليسارية، تجاوزوا خلافاتهم دعماً لزميلهم.
وفي بيان سابق، أعرب الدكتور عبد الله حمدوك عن تقديره لمسيرة عبد العزيز قائلاً:
“أمثال أشرف لا يغيبون، وإنما يستريحون قليلًا ليعودوا أكثر صلابة وإشراقًا في طريق الكلمة الحرة”.
من جانبه، عبّر عبد العزيز عن امتنانه العميق لكل من تواصل ودعم قضيته، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات الإنسانية تمنحه طاقة إيجابية في ظل محنته الصحية، وتعكس عمق روح التضامن المهني وسط ظروف صعبة يعيشها قطاع الإعلام في السودان.
ويأتي هذا التفاعل في وقت تواجه فيه البلاد أزمة صحية وإنسانية متفاقمة بفعل النزاع المسلح المستمر منذ أبريل 2023، ما زاد من معاناة السودانيين داخل البلاد وخارجها، بمن فيهم الصحفيون والمثقفون الذين وجدوا أنفسهم تحت ضغوط متعددة.