
“نُحمل على الأكتاف”.. رسالة نارية من وزير الدفاع الجديد
متابعات _ الهدهد نيوز _ أعاد ناشطون سودانيون على منصات التواصل الاجتماعي تداول فيديو نادر لوزير الدفاع الجديد الفريق حسن داؤود كبرون كيان، يعود إلى فترة الحصار الطويل الذي عاشته القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، حيث يظهر كبرون في المقطع المصور وهو يخاطب رفاقه من داخل المتاريس بكلمات حاسمة ومؤثرة عبّرت عن العقيدة القتالية الراسخة والانتماء الوطني القوي، قائلًا: “إما أن نحمل علم السودان يرفرف عاليًا، أو نُحمل على أكتاف غيرنا إلى مثوانا الأخير”، وهي عبارة اختزلت روح المقاومة التي ميزت تلك المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد، حين كانت القيادة العامة هدفًا للاشتباكات ومحاصرة لعدة أشهر خلال فترة الاعتصام.
ويأتي هذا الفيديو بعد ساعات من إعلان تعيين كبرون وزيرًا للدفاع بقرار رسمي من رئيس الوزراء كامل إدريس ضمن حكومة الأمل، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة واضحة إلى رغبة الحكومة في الاستفادة من خبرات ميدانية حقيقية ومواقف وطنية مشهودة لا ترتبط بالمكاتب أو الظهور الإعلامي، بل بالميدان والانضباط والوفاء للمؤسسة العسكرية. الفريق كبرون عرف بين زملائه بالحسم والانضباط، وكان من القادة القلائل الذين صمدوا في صفوف الجيش طيلة فترة الحصار المفروضة على مقر القيادة، ما أكسبه احترامًا كبيرًا داخل القوات المسلحة وفي الشارع السوداني الذي تابع تطورات المرحلة عن كثب.
ويُنظر إلى تعيينه الآن باعتباره تكليفًا يحمل بُعدًا سياسيًا ورسالة عسكرية تتجاوز البعد الإداري، خصوصًا في ظل محاولات الحكومة الانتقالية لتثبيت الأمن وإعادة هيكلة وزارة الدفاع على أسس جديدة تراعي المهنية وتكافؤ الفرص. الفيديو المتداول الذي تفاعل معه آلاف السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي أعاد للأذهان صورة الجندي القائد الذي لم يغادر موقعه في زمن الانكسار، وهو ما جعل منه رمزًا شعبيًا يرتبط بوجدان الناس ومطالبهم باستعادة هيبة الجيش الوطني، في وقت تتكاثر فيه التحديات وتتطلب فيه البلاد قيادات صلبة تعيش نبض الشارع وتفهم عمق الأزمة التي تمر بها البلاد، داخليًا وخارجيًا، أمنيًا وسياسيًا، ما جعل لحظة ظهوره المصور تحمل أكثر من دلالة وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعويل الشعبي على رجال الميدان.